ميسي كاطالوني أم أرجنتيني؟ مرة أخرى أبى النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي إلا أن يزيد من إثارة السؤال واللغز المحير حول التناقض الذي يميز أداءه، ذلك أن ما يشاع هو أن ميسي الأرجنتيني ليس هو ميسي برشلونة، داخل القلعة الكطلانية يصول ويجول بقميص البارصا ويرسم أجمل اللوحات ويقود فريقه إلى الإنتصارات والألقاب، ومع الأرجنتين يخفت نجمه وينزوي وكأني بميسي آخر يعجز عن تقديم نصف ما يقدمه في برشلونة. وميسي تألق مرة أخرى مع البارصا وكان اللاعب السوبر في كأس السوبر الإسبانية عندما دك شباك إشبيلية بثلاثية رائعة ضمن الخسارة التي مني بها الأخير برباعية كانت كفيلة ليفتتح برشلونة موسمه بلقب مستحق. ميسي لم ينجح في اختبار المونديال ولم يكن ذلك القائد الحقيقي لمنتخب الطانغو الذي يحمل على كاهله منتخبا من طينة المنتخب الأرجنتيني، لذلك سيظل السؤال المحير مطروحا عن السبب الحقيقي الذي يجعل ميسي لا يتألق مع الأرجنتين، هل لأن أسلوب لعب منتخب بلاده يناسب ملكاته أم أنه خلق ليكون نجما في سماء كاطالونيا وليس بالأرجنتين؟ يرى بعض المحللين أن الضغط أصبح يهد أكتاف ميسي كلما تعلق بمباراة للمنتخب الأرجنتيني بعدما أضحى عرضة للإنتقادات من طرف الجماهير الأرجنتينية التي أصبحت عروض ميسي ببرشلونة تستفزها وتقلقها كثيرا، ولم تكن انتقادات الجماهير هي الوحيدة، بل حتى اللاعبين راحوا يطلقون سهام النقد عليه، وكان آخرهم فيرون الذي انتقد أداء ميسي واعتبره غير أهل لقيادة منتخب الطانغو مثلما فعل مارادونا. والواقع أن ميسي ليس هو وحده من يشكو من هذا الإشكال، بل مجموعة من النجوم يتعذر عليهم حاليا تقديم لمنتخب بلاده ما ينتظره الجمهور وسأذكر هنا البرتغالي رونالدو على سبيل المثال لا الحصر ، إذ لم تشفع له نجوميته ولا صفقته كأغلى لاعب في الكون ليقود منتخب بلاده البرتغال إلى المجد ، حيث كان أداؤه مخيبا بالمونديال الأحمر. نعرف أن النجوم هي الأخرى تعيش في ضغوطات وتمر من فترات فراغ وتكون بحاجة إلى من يأخذ بيده، ميسي وبحكم الأداء الذي يقدمه مع برشلونة لا يعقل أن يظهر بمستوى غير مقنع مع المنتخب الأرجنتيني، والأكيد أن ميسي هو وحده من يعرف الحل والطريق الذي سيقوده ليتصالح مع المنتخب الأرجنتيني، يعرف كيف يكون فعلا النجم الحقيقي للمنتخب الأرجنتيني بالإسم ولكن أيضا بالأداء.