آخر ما كان ينتظر اللاعب ليونيل ميسي، بعد فوزه بلقب آخر رفقة فريقه برشلونة وفوزه بلقب أحسن لاعب في العالم، هو أن يتعرض لوابل من الانتقادات من جانب مواطنيه في الأرجنتين، والذين وصلوا حد اتهامه بخيانة الوطن ميسي، الذي كان له دور أساسي في فوز فريق البارصا باللقب السادس هذا العام بعد الانتصار المثير بلقب «الموندياليتو» في الإمارات العربية المتحدة، تعرض لهجومات قوية من جانب وسائل الإعلام في بلاده، والتي وصفته بأنه يفتقد للحس الوطني. وعكس ما كان متوقعا، فإن الأرجنتينيين لم يبدوا ابتهاجهم بحصول ميسي ورفاقه في برشلونة على لقب أبطال كأس القارات للأندية، وعوض ذلك قارنوا بين أدائه القوي في البارصا وبين أدائه الباهت في المنتخب الأرجنتيني، الذي يقوده المدرب مارادونا، واعتبروا ذلك دليل إدانة ضد هذا اللاعب الذي يثير الحيرة بسبب تفاوت مستواه ما بين اللعب للفريق الإسباني وبين اللعب لمنتخبه القومي. وعلى الرغم من أن المدرب مارادونا، أثنى باستمرار على أداء ميسي واعتبره خليفته الطبيعي على ملاعب العالم، إلا أن ذلك المديح لم يفعل فعله في ميسي الذي ظل مختلفا تماما ما بين أدائه في المنتخب وأدائه في برشلونة. وفي الوقت الذي حصل فيه فريق برشلونة على كل الألقاب التي نافس من أجلها هذا العام، وذلك بفضل الدور الكبير الذي يلعبه ليونيل ميسي، إلا أن المنتخب الأرجنتيني، الذي يلعب ميسي أيضا في هجومه، عانى كثيرا من أجل التأهل إلى نهائيات كأس العالم، التي تجري الصيف المقبل في جنوب إفريقيا، وكان قاب قوسين أو أدنى من الإقصاء بسبب الدور الباهت الذي لعبه ميسي، والذي كان يبدو شاردا في أغلب المباريات، وكأنه مجرد شبح لميسي الحقيقي الذي يلمع نجمه باستمرار في برشلونة. الاحتجاجات على ميسي في الأرجنتين، لم تقتصر على وسائل الإعلام، بل خرج عدد من الأرجنتينيين إلى الشوارع ليلة فوز ميسي بلقب كأس الأندية، ورفعوا ضده شعارات تتهمه بأنه «ليس أرجنتينيا». وعلى جدران حي لابلاطا، أحد أشهر أحياء العاصمة الأرجنتينية «بوينوس آيريس»، ظهرت كتابات معادية لميسي، من بينها عبارات تشتمه وتتهمه بالخيانة. وقالت إحدى العبارات المكتوبة على الجدران «ميسي.. إفعل في المونديال مع بلدك الأرجنتين ما تفعله الآن مع برشلونة». وأظهر مهاجم فريق برشلونة الإسباني والمنتخب الأرجنتيني ليونيل ميسي غضباً عارماً وذلك كرد فعل على الانتقادات التي صدرت من جمهور بلاده والتي اتهمته بأنه لا يشعر بانتمائه إلى بلاده. وقال ميسي المتألق في صفوف الفريق الكاتالوني خلافاً لمستواه مع منتخب بلاده حيث يواجه انتقادات كثيرة بالنظر إلى عروضه المتواضعة مع الأرجنتين في تصفيات كأس العالم، في حديث لصحيفة «الباييس» الإسبانية: «أغضب كثيراً عندما أسمع بأنهم يقولون أنني لا أشعر بأنني أرجنتيني. لا شيء يزعجني سوى أنهم يقولون بأنني لست أرجنتينيا.» وأضاف ميسي الذي اختير أفضل لاعب العام 2009 من قبل مجلة فرانس فوتبول: «صحيح أنني أعيش في كاتالونيا، لكني أشعر بأنني أرجنتيني. لا يهمني الأمر عندما ينادونني ب«الكاتالوني» لكنني أغضب كثيراً عندما يعتقدون بأنني لست أرجنتينيا». وانضم ميسي (22 عاما) إلى برشلونة وعمره 13 عاماً، وبدأ مسيرته الاحترافية مع الفريق الأول موسم 2004-2005 وبات أساسيا في تشكيلته منذ عام 2006.