الموقع والتمقليع إخترعَتْ شيئا إسمه خلطة رباعية، فيها الدسم والمالح، الحلو والمر، ومع ذلك قبلنا بها ومررناها «بشربة ماء»، بعد أن استعصت بالحلقوم، وأدخلتنا السجلات الخالدة لغينيس كأول منتخب عالمي فاقد للبوصلة بأربعة رؤوس واحد يشرق والثاني يغرب والثالث بالمدرجات يراقب، و الرابع الله أعلم.. فكان التيهان في صحراء التصفيات بخروج صاغر وبقية القصة تعرفونها. فرضتْ علينا الأمر الواقع بلعب بطولة مظاليم وصفت بالعرجاء بفريق زائد، وبرقم وثر حرض على البيع والشراء وعدم تكافؤ الفرص، فقلنا إنها جامعة تؤمن بسياسة «خالف تعرف»، والتمسنا لها أعذار تخفيف زائدة في سنة الحبو الأولى. إنتظرتْ لغاية الشطر الأخير من بطولة الهواة لتحدد عدد النازلين والصاعدين، وبأي تقويم وبأي شكل سيلعب الباراج، في وقت «عطا فيه العاطي» و«مول المليح باع واح»، فقلنا إنها حاولت تشييع جثمان مجموعة بن الصغير بطريقتها الخاصة فتفهمنا الموقف. عطالة بيولوجية وراحة مفروضة بواقع الفضائح والخزي جراء كدمات وإخفاقات أدمت سويداء القلب، لأسود عليلة تناهز السنة، أقفلنا خلالها بابنا وكتبنا يافطة ببند وخطوط عريضة على عرينهم «ممنوع الإقتراب الأسد في عطلة»، فقلنا إنه التزييت لما علق بالآلة من صدأ في أفق ضمان «روداج» مثالي لاحق. بطولة مقلوبة على أعقابها دورة أولى تصبح الأخيرة، وبرمجة خمسة نجوم حولت أيام الله الواسعة لمعرض كروي يعرض الملل في كثير من الأحيان والفرجة إلا فيما نذر.. تعقب لنقاط فوز لا نستحقه ميدانيا ضد الطوغو و«جرجرة» في محاكم الطاس كاللاهث خلف السراب الذي يفاجأ في الأخير بأنه قطع الأميال والمسافات واستهلك الجهد في الفراغ وزيد وزيد.. ومع ذلك قبلنا بالوضع وقلنا إنهم الأوراش و«الشانطيات» الأكثر قيمة ربما هي التي زاغت بأصحاب القرار عن جادة الصواب.. لكن أن يكون الوضع مرتبطا بمنتخب الشعب والأمة، أن تقترن المسألة بالمنتخب الأول للكرة فذلك يتطلب من الفصل كثيرا ومن الهزل النزر القليل «أواه وابزاف !!» لأنه بديهي جدا أنك عندما تحس بالشمتة أو بإحساس مر، حين تستشعر أن هناك من يحاول استبلادك أو استغباءك على نحو مكشوف، لأنه إن كنا قد تفهمنا محاولة الجامعة عبر مسافة فاقت تسعة أشهر ربح واستهلاك الوقت عبر ترويجها لغير قليل من البالونات والفرقعات الهوائية لأسماء شبح، وهي التي وقعت وأبرمت عقدا مبدئيا رفقة غيرتس منذ حوالي 7 أشهر وهو ما وثقناه في حينه للذكرى والتأريخ، وإن كنا قد تفهمنا أن الجامعة لم تنكت عهدها وهي تلتزم بتسمية ربان الأسود في شهر يونيو وتأخرت لغاية يوليوز على طريقة «المواعيد المغربية» الخالصة الرافعة لشعار «الروطار الدائم» فإنه ما لا يمكن قبوله ولا استساغته هي طريقة تسمية غيرتس مدربا للفريق الوطني عبر الموقع الرسمي للجامعة المستحدث والمحين، وتلك بدعة إن كانت محمودة في سياق التواصل على مستوى الأخبار فإنها لن تلقى ذات التأييد في مسألة ولادة قيصرية لناخب وطني شغل الرأي العام والناس، وقدم بطريقة سبق وأن أسميتها «بالكونطربوند» انسجاما مع طريقة دخوله المغرب بكل مارافقها من تكتم وسرية وانتهاء بالشكل الذي أعلن فيه ترسيمه مدربا للأسود. قلت ولازلت عند رأيي أنه سيأتي وقت على كل من جلد الجهاز السابق ليحن ويتمنى أن يعيد الزمن نفسه بكل التوابل «البلدية» التي كانت ترافق نسق اشغاله برغم كل المؤخذات المسجلة عليه، على الأقل كان ميثاق التواصل يتطابق مع مرجعياتنا التقليدية وأبعد ما يكون عن سياق العولمة الحداثي الذي أسسته الجامعة الحالية عبر موقعها الجديد الذي دشنته بخبر تسمية غيرتس الذي سمته الصحافة الوطنية قبلا ومعها الأجنبية وموقع الفيفا. وبذلك يكون موقع الجامعة قد خرج من الخيمة مائلا بتقديمه لخبر مسلوق أو بلغة أوضح وأكثر دقة «ماكلة بايتة». من حق الجامعة ورئيسها أن يسنَّا لنفسهما مذهبا جديدا في التواصل عبر البوابات الإلكترونية، لكن مسألة تسمية الناخب الوطني إن كان خاصة طال الشوق لمعرفة جنسه ونوعه ومن يكون، جرت التقاليد أن تأخذ شكلا كلاسيكيا بحضور رجال الإعلام وكل العشيرة الكروية، لأننا لا نقوم بعملية «قرصنة» أو سرقة، بل ننصب كادرا فينا على رأس منتخب يمثل دولة وبلدا ومن حق العالم أن يواكب الحدث بشفافية مطلقة وبعدها لتتصرف عبر موقعها كيف تشاء. من الآن فصاعدا ترقبوا المعسكرات الخاصة بالمنتخب عبر الموقع، الشاكلة كذلك وكل ما له صلة بواقع ومحمية الأسود، ولرجال الإعلام أن يدونوا أسئلتهم ويعرضوها على بوابة الجامعة الإلكترونية والمحظوظ هو من سيتلقى جوابا. دعوا عنكم السيد غيرتس وشأنه هكذا ينطق لسان حال صاحب بدعة «الموقع»، ولعلها البداية التي تقول وتخبرنا بنمط التعامل القادم، الذي فيه قليل من الأخبار على الموقع وكثير من «التمقليع» في الكواليس وسترون «وتفكرونا عاوتاني الدراري على هذه». منعم بلمقدم