غرام بنا مستوفز(1) للمقاصد وشوق إلى آفاقها جد زائد تحفز آمالا تسابق هوجها بهوجاء(2) يحدوها نشيد القصائد بها غلة تنحوا بها نحو منتدى بعلم مقاصد ثري الفوائد تؤمل ريا من ينابيع ندوة محاورها فيا ضة بالفرائد إذا استنشقت عرف المقاصد أنعشت وحرك من أعماقها كل راكد(3) مقاصد لا تنفك توتي ثمارها لمن أحسنوا توظيفها في القواعد نضارتها تحكي خمائل واحة أمل(4) عليها المزن غيث العهائد لها في سماء الشع أبهى ملامح مواردها تحكي ورود الخرائد(5) تساير أحكام الشريعة فاجتلت عن أسرارها ضمن اجتهاد مقاصدي توسع أعلام الشريعة في مدى أحاطتها بالواردات الشوارد وكيف استطاعت أن تلم شتاتها بلفظ وجيز مستطاب الموارد فراضو نصوص الحق في عمق حكمها إلى حكم مستوعبات الجدائد(6) تلوح عليها العبقرية وشيها رهين بفهم العبقري المقاصدي بها يستمد الشرع سر شموله لكل جديد من شؤون الاوارد(7) فمرحلة التاصيل بالوحي أصلت وتاسيسها عند الرواد الأماجد وللعز(8) تفعيل تمثل واضحا بتنظيره بين الفحول المعامد ومرحلة الإبداع ذر شعاعها باندلس للشاطبي المجاهد وأفضت إلى الإحياء ضمن اجتهادها بعصر ابن عاشور الكبير المساعد وفي يومنا إن تم تسو يقها على نصوص ففي الإنتاج طيب الحصائد وتفتح أبوابا من الفقه أوصدت زمانا أضيع فيه علم المقاصد ------------------------------------------------------ 1. استوفز: إذا تهيأ واندفع. 2. الهوج: من الرياح هي التي لا تستوي في هبوبها وتقتلع البيوت، والهوجاء هي الناقة المسرعة، وبين اللفظين جناس الالتحاق، وحدا يحدو إذا ساق الإبل بنغم مثير. 3. راكد: من ركدت الريح إذا سكنت عن الهبوب، والعرف بفتح العين الرائحة الطيبة، وارض معروفة طيبة العرف. 4. أمل: مثل أملى بمعنى ألقى الكتاب على الكاتب، والعهائد جمع: عهادة وهي: المطر أول الربيع مثل العهدة والعهد. 5. الخرائد: جمع خريدة، وهي البكر التي لم تمس قط مثل الخرود. 6. الجدائد: جمع جديدة وهي الأمور المستجدة في المجتمع. 7. الاوارد: جمع واردة من ورد الماء إذا قصده والمراد بها الأمور المعترضة الطارئة. 8. العز بن عبد السلام من رواد المقاصد الشرعية تنظيرا وتفعيلا.