تهدف هذه الندوة العلمية إلى تحقيق غايات كبرى، أهمها التعريف بأحد أقطاب أعلام المغرب في العصر الوسيط، ونعني به مولاي علي الشريف الحسني السجلماسي الفيلالي أصلا ومزارا، الذي عاش في فترة من أصعب فترات تاريخ المغرب، ألا وهي العهد الثاني من الدولة المرينية، في ظرفية إقليمية متقلبة ومتغيرة، سواء في الضفة الشمالية؛ أي الحراك الذي كانت تعيشه الأندلس في ظل حرب الاسترداد المسيحية الخطيرة، والطفرة التي كان الأوربيون يستعدون للقيام بها على كافة المستويات العلمية والفكرية والدينية، قادتهم إلى النهضة الأوربية، والحركة الإنسية، والعقلانية، والإصلاح الديني، والحركة المركنتيلية، والقيام بالاكتشافات الجغرافية الكبرى نحو مختلف القارات، أو في الجهة الشرقية؛ إذ كان الأتراك العثمانيون يتوجهون تدريجيا نحو فرض هيمنتهم على شمال إفريقيا بما في ذلك الإيالة المغربية، بغرض مد رقعة الإمبراطورية العثمانية إلى كافة تراب العالم الإسلامي غربا وشرقا. كل ذلك جعل المغرب في صميم معترك هذه الأطماع الخطيرة، في ظل سلطة مرينية عاجزة عن الدفاع عن سيادة البلاد، وحرمة العباد، فظهر رجال من أهل العلم والولاية والصلاح، تولوا هذه المهمة، ونذروا أنفسهم لهذا الواجب الديني والوطني إنقاذا لهوية المغرب، وحفاظا على ملته وعقيدته، وترسيخا لمكانته وأدواره البارزة في التأثير في منظومة القيم الحضارية لشعوب حوض البحر الأبيض المتوسط. كان من أشهر هؤلاء الرجال مولاي علي الشريف الحسني السجلماسي(1359-1443م)، الذي انخرط في هذا الحراك بكل ما أوتي من قوة وفكر وعلم ومال وجاه وحسب ونسب، فكان إسهامه كبيرا في تجنيب المغرب السقوط في مخالب التمسيح والتنصير، والخضوع للسيطرة الأيبيرية، فقاد حملات جهادية نحو الشواطئ الشمالية للمغرب ونحو الأندلس بلغت 28 غزوة حسب ما أكدته النصوص التاريخية، كما قاد حملات جهادية نحو إفريقيا جنوب الصحراء، فكان له الفضل في محاربة عبدة الأوثان، وأهل البدع في بقاع السودان، وكانت له بها وقائع وأحداث شهد له بها من أرخ لذلك، فضلا عن دوره البارز في توثيق الصلة بين المغرب والمشرق من خلال عدد الزيارات التي قام بها نحو قبر جده المصفى صلى الله عليه وسلم، فكان يتوقف بالعديد من المحطات والأماكن المشهورة بالعلم والفقه وأهل الولاية والعرفان، لتبادل الهدايا، وتوثيق الروابط، ومد الجسور بين المغرب وتلك الأصقاع، فكان خير سفير للشخصية المغربية نحو الديار المشرقية. أما في الداخل فكان ينشد الخير أينما حل وارتحل، فركز على نشر العلم والدعوة إليه، وأسس من أجل ذلك جملة من الزوايا وخلوات الذكر والتحصيل، سواء في فاس أو في صفرو أو في كَرس قرب منطقة الريش بالأطلس المتوسط، أو في مسقط رأسه بتافيلالت؛ حيث أنشأ في هذه الأخيرة 14 زاوية كانت أهمها زاويته بتيغمرت. ذاع بذلك صيته، وصار مقصدا للطلبة والأتباع يأتون إليه من كل فج عميق: من درعة وسوس، ومن توات والأطلس المتوسط، ومن تلمسان، وبلاد الهبط والريف، ومن بلاد الكنانة والمشرق العربي. هذه الأعمال الجليلة التي قام بها هذا العلم الشامخ، لم تمتد إليها يد البحث والتنقيب إلا لماما، ومازالت ترقد تحت ركام النسيان والجهل، ولم تولها البحوث الأكاديمية والأعمال الجامعية ما تستحقه من أهمية وتقدير. ولهذا آن الأوان أن تكون محط دراسة لندوة علمية ترسم من خلالها لوحة القيادة لأعمال مستقبلية في تاريخ وذاكرة هذا الرجل، الذي منه نزل حماة هذا الوطن، ونعني بهم ملوك الدولة العلوية الأماجد الذين تقلدوا أمانة المغاربة، وعضوا عليها بالنواجذ منذ القرن 17م.. محاور الندوة: 1. مولاي علي الشريف: الإنسان؛ 2. مولاي علي الشريف العالم الزاهد المتصوف؛ 3. الأبعاد العلمية بعامة والأدبية واللغوية بخاصة في تراث مولاي علي الشريف؛ 4. مولاي علي الشريف القائد المجاهد السياسي المحنك )الدفاع عن الثغور والسواحل المغربية- الجهاد في الأندلس – الجهاد في السودان(؛ 5. مولاي علي الشريف في المصادر المغربية والعربية والأجنبية. مقتضيات تنظيمية: • تاريخ انعقاد الندوة: الخميس والجمعة 10 11 ماي 2012؛ • ضرورة التزام المشاركة بمحور من محاور الندوة؛ • إرسال ملخص البحث عبر البريد الإلكتروني في حدود 20سطرا على الأكثر، قبل: 30 مارس 2012، مرفقا بالمعلومات التالية: • الاسم الكامل، الصفة الأكاديمية، مؤسسة الانتماء، الشعبة/القسم، الدرجة العلمية، التخصص، المدينة والدولة، الهاتف الثابت والمحمول، البريد الإلكتروني؛ • وضع الحواشي في أسفل الصفحة متسلسلة الترقيم؛ • لغات الندوة: العربية، الفرنسية، الإنجليزية؛ • تتكفل الكلية بنفقات الإقامة والإيواء مدة الندوة؛ • تسليم البحث كاملا مرقونا بنظام "وورد" خط Arabic Traditional قياس(16) عدد الصفحات لا تزيد على الثلاثين: قبل 25 أبريل 2011 ؛ • تاريخ الإخبار بقبول المشاركة: 30 أبريل 2012؛ • توجه المراسلات إلى البريد الإلكتروني التالي : • البريد الإلكتروني: [email protected]