ويأتي اقتراح الموضوع هذه الندوة العلمية في إطار انفتاح الجامعة والكلية على محيطها الاجتماعي والثقافي والاقتصادي ورغبة منها في المساهمة العلمية في تناول موضوع التصوف المغربي وخصوصيته ودوره المميز في تاريخ سوس خصوصا وفي المغرب عموما. كما يأتي هذا اللقاء العلمي رغبة من المؤسسة في توطيد علاقاتها العلمية مع كافة المهتمين بالموضوع محليا ووطنيا ودوليا، خاصة أن الشخصية المقترحة لتكون موضوع تطارح فكري وعلمي وثقافي تنتمي أصلا إلى هذه المنطقة الزاخرة بتخريج أعلام وشخصيات طبعت تاريخ المغرب بطابعها الخاص، علاوة على أن لها عدة جوانب كانت ولا تزال موضوع اهتمام باحثين عرب ومستشرقين ودوليين، من قبيل الاهتمام بالعناصر التالية: • الشيخ امحمد بن سليمان الجزولي والشادلية؛ • نسبه الشريف وسيرته الذاتية بين الغموض وتعدد القراءات؛ • الشيخ الجزولي والجهاد في القرن الهجري التاسع؛ • الأسفار العلمية للشيخ الجزولي طلبا للعلم بالحجاز ومصر والقدس؛ • تأليفه لكتاب دلائل الخيرات؛ • الشيخ الجزولي وعلاقته بالشيخ أمغار؛ • فترة الخلوة والتأمل في حياة الشيخ الجزولي؛ • الشيخ امحمد بن سليمان الجزولي ومؤيدوه ومضايقاته بسوس وخروجه منها؛ • منهج الشيخ امحمد بن سليمان في التعليم؛ • اختلاف الروايات في مقتل الشيخ الجزولي والنزاعات القبلية حول تابوته؛ • الشيخ امحمد بن سليمان الجزولي والسعديين؛ • الآثار العلمية للشيخ الجزولي؛ • القراءة الجدية لتصوف الشيخ الجزولي. ومن اجل التطرق إلى هذه الجوانب وغيرها؛ فإن اللجنة المنظمة تقترح أن تكون محاور هذه الندوة كالتالي: • سيرة الجزولي: قراءة في المصادر الجزولية؛ • الجزولي من منظور الدراسات الحديثة؛ • انعطافة القرن التاسع الهجري: قراءة في مجريات التحول الذي عرفه المغرب خلال القرن التاسع الهجري؛ • دلائل الخيرات: مكانة الكتاب في قلوب المغاربة وانتشاره في العالم الإسلامي؛ • قرءات في متن الدلائل أو تحليل خطابه الصوفي من طرف مختصين في تحليل الخطاب؛ • المشهد الصوفي المغربي: التجليات والمعالم؛ • نحو رؤية جديدة لدراسة تاريخ التصوف المغربي؛ • التصوف في الفكر الاسلامي المعاصر؛ • التصوف المغربي من منظور جديد؛ • الطريقة الجزولية وأتباعها وامتدادها في المجال والزمان؛ • الجزولية ودورها في إعادة تنظيم الحقل الصوفي المغربي. وتجدر الإشارة أنه ستتخلل أشغال هذه الندوة أمسية صوفية لفرق من المنشدين المغاربة وزيارة ميدانية لمسقط رأسه بمنطقة بومروان. وتراهن هذه الندوة على إماطة اللثام عن غنى هذه الجهة من المغرب دينيا، وروحيا، وفكريا، وعلميا وثقافيا، وبالتالي المساهمة في التعريف بهذه المناطق الغنية بتاريخها وأعلامها في أفق تنميتها عبر سن سياسة السياحة الروحية والثقافية على غرار مناطق أخرى من العالم، خاصة أنه لا يمكن تصور تنمية شاملة لأي منطقة من المناطق دون استحضار الأبعاد الروحية والفكرية والحضارية والاقتصادية والاجتماعية ومحاولة الاشتغال عليها باعتبارها مكونا من مكونات هوية الإنسان عموما والمغربي خصوصا.