أنا التي سميتموها الشجرة تعطي لكم ظلالها والثمرة ونورها الجميل حين يفتح للعين بهجة وقلب يفرح أوراقها بهية الأشكال تناسقت في الغصن والظلال آيات ربنا إليها يهرع من لفحته الشمس حين يرتع وعرق الوجه يسيل سلسلا على الخدود، فاز من تظللا وتستريح نفسه في الحال مما دهاه من شقا الكلال وقد يذوق من قطافها الجني ويجذب الغصون وهي تنحني ** ** ** طبيعة سخرها الكريم فارفق بها يحضنها النسيم واستنشق العطر من الزهور فهي غذاء الفكر والشعور بها تهب نفحات الشعر بها الخيال الغض بات يسري كم شاعر في الروض قد تبتلا وعشق الأزهار حتى جَمُلا فراح يتحف الورى بالفن ويسعد المنشد والمغني ** ** ** بها تحول الذي تبدى إلى رقيق اللفظ واستمدا من وحي ما رآه في البستان من بهجة الأزهار والأفنان ومن طيور غردت أعلاها تطرب إذ سبحت الإلها بزقزقات عذبت وطابت ولحنين إلفها استجابت فقال: أعين المها قد سحرت بين الرصافة وجسر طلعت وصاغ ما شاء من الإبداع يلذ في الإنشاد والسماع ** ** ** وقال سامعه: قد خشيت عليه أن يذوب، لا يبيت! هذبه التحضر العجيب في بيئة منظرها يطيب والعيش يحلو عندها وليتها تسلم من أذى الأنام، ليتها! فراق منه اللفظ والمعاني والسحر فاض منه بالبيان ورسم الخيال منه لوحة فنية، فيا لها من دوحة! ** ** ** أما الذي يفسد في البلاد خالف رب الكون والعباد! تراه يقطع الزهور والشجر وقلبه لا شك أقسى من حجر! ولا يراعي حرمة التنزيل ودررا من كلم الرسول! كم آية تنهاه في القرآن وكم حديث خص بالتبيان كفى السفينة التي قد مثلت سلامة الأمة فيما حملت وإن طغى بعضهم وخرقا فيها لموضعه ماتوا غرقا! ** ** ** ويقطف الثمار قبل الوقت لنضجها فبئس فعل البت! أو يضع الوسخ في الظلال أو الطريق شأن ذي اعتلال! تلوثت أجواؤنا، والبحر بفعلنا وضج منا البر! ** ** ** ألم تر الحياة في الأكوان تدب بالماء مدى الزمان فهو الحياة كلها لمن نظر بعين فكره، وقلب وبصر ومن أساء فعله في الماء فليرتقب عقوبة السماء! يكفيه شرا قد تسمى مفسدا عند الجميع لن يرى مؤيدا ** ** ** فالحذر الحذر يا بني البشر من لوثة يسحقنا منها شرر! وسنة الإله في التغيير عادلة في منهج المصير فليس يهلك القرى والناس دأبهم الصلاح والإيناس وكل ما يؤذي الأنام منعا لمن له عقل ومن قد سمعا ومن هنا الزجر يحق شرعا لكل من أظهر يوما بدعا ثم القصاص قال فيه ربنا حياة يا أولي النهى وأمننا والردع مشروع مع التعزير لكل مفسد، على التقدير ** ** ** تلك المدينة التي تفضل لكل مخلوق دعاه الأمل عسى لعل يرعوي من أظهرا مفاسد البيئة أمرا منكرا ويحتفي مغربنا الحبيب ببيئة يشهدها الرقيب لاسيما ونحن في الأنام أمتنا للخير والسلام أخرجها الله لخير الخلق كفى بها قد رشحت للحق ** ** ** فهذه خلاصة الرسالة لمن يريد الفوز لا محالة رمزت بالشجرة الظليلة لبيئتي النقية الجميلة شجرتي الكنز ونعم الكنز وبيئتي بها يتم العز ملاحظة : ألفاظ القصيدة، اخترتها سهلة ميسرة، ليكون نفعها أعم، إن شاء الله تعالى. طنجة: 20 / 4 / 2010