عدم الإضرار بالنفس لا يجوز للمسلم أن يتخذ سلوكا يعرضه للخطر أو يلقي به إلى المهالك، كتعريض نفسه وبيته للحريق، أو تعريض طعامه وشرابه للتلوث، وينسحب ذلك على جميع أنواع البلاء مثل: "حوادث السير وسائر الحوادث". قال تعالى: "ولا تقتلوا أنفسكم" [النساء، 29]. وقال تعالى: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" [البقرة، 194]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أَوْكُوا الأَسْقِيَةَ، وَغَلِّقُوا الأَبْوَابَ إِذَا رَقَدْتُمْ بِاللَّيْلِ، وَخَمِّرُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي، فَإِنْ لَمْ يَجِدِ الْبَابَ مُغْلَقًا دَخَلَ، وَإِنْ لَمْ يَجِدِ السِّقَاءَ مُوكًى شَرِبَ مِنْهُ، وَإِنْ وَجَدَ الْبَابَ مُغْلَقًا وَالسِّقَاءَ مُوكًى لَمْ يَحْلِلْ وِكَاءً وَلَمْ يَفْتَحْ بَابًا مُغْلَقًا، وَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ لِإِنَائِهِ الَّذِي فِيهِ شَرَابُهُ مَا يُخَمِّرُهُ، فَلْيَعْرِضْ عَلَيْهِ عُودًا" رواه ابن حبان في صحيحه. الصحة النفسية يضمن الإسلام الصحة النفسية باتباع السلوك الإسلامي في الأسرة والمجتمع، وهو سلوك يجتنب التشاجر والتشاحن، ويحض على الرضى بقضاء الله، وعدم الغم والكمد عند الكرب، كما يحث على الصبر، والاستعانة بذكر الله، وعدم الغضب. فعن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تباغضوا، ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد اللَّه إخوانًا". رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما. وقال عز وجل: "مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الاَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لِكَيْلَا تَاسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ" [الحديد، 21-22]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وَاعْلَم أن مَا أَخطأكَ لَمْ يَكُن لِيُصيبكَ، وَمَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُن لِيُخطِئكَ، وَاعْلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَربِ، وَأَنَّ مَعَ العُسرِ يُسر" رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين. وقال تعالى: "وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الاُمُورِ" [الشورى، 44]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: الصبر ضياء" رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ" متفق عليه. وقال تعالى: "أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" [الرعد، 28]. يتبع في العدد المقبل…