القرآن الكريم دستور الإسلام شرع للبشرية كلها نظاما عادلا كاملا غير مسبوق ولا ملحوق فهو في الوقت الذي يرفع فيه روح الإنسان ويكرمه، ويأخذه مبادئ أخلاقية مثالية لا يغفل أثر الواقعيات المادية في حياته ويضمن شرائعه مزاجا متناسقا من المعنويات والماديات ومن التوجيهات الروحية والضمانات القانونية. ومن ثم فهو ليس مجرد ديانة كمفهوم من الكلمات عند الغربيين ومن شاكلهم. يراه منهاج كامل للحياة البشرية بكل مقوماتها في عالم الروح أو عالم المادة، وفي ضمير الفرد أو محيط الجماعة ما يختص بالمشاعر الفردية أو بنظام الحكم والدولة. وفيما يتعلق بالعبادات والمعاملات؛ اجتماعية كانت أم اقتصادية أم سياسية.. إننا أينما اتجهنا بنصوص هذه الشريعة الإسلامية العظيمة، وجدنا الواقعية متمثلة فيها سواء في مواقع العبادات أو المعاملات أو الأخلاقيات، وهذه الواقعية تجعل من هذه النصوص برنامج عمل واضح ومنهاج حياة كا مل ودستور أخلاق رصين. فالتشريع القرآني من أين أتيته أطلت عليك الواقعية إن اتجهت به إلى الحياة، وجدت واقعية تتجلى في سهولة التطبيق؛ لأنه لا يرتفع على النفس، ولا يعجزها كما أنه لا يستعصي على التنفيذ، ولا يتمتع؛ لأن الله تعالى أودع فيه من السهولة واليسر ما جعله ملائما للنفوس ومناسبا للحياة..