يخرب الخمر العمود النخاعي الذي يحيط بالأعصاب فتحصل الآلام والرجفان في الأطراف، مع اختلال الحس نقصا أو زيادة، وتضعف الذاكرة، وقد يصاب المدمن بالهلوسة يتخيل رؤية أشياء لا وجود لها. إن للخمر عدة تأثيرات أخرى على الصحة. وتوضح إحصائيات منظمة الصحة العالمية أن أسباب الوفيات الناتجة عن تعاطي الخمر وعن كل ما يتعلق بها احتلت مكانة الصدارة في قائمة أسباب الوفيات بالولايات المتحدةالأمريكية وفرنسا وكثير من بلدان العالم. وأن ثلث أسرة المستشفيات بالدول الصناعية يشغلها مرضى الخمر، هذا بالإضافة إلى مشاكل أخرى لها علاقة مع الإدمان على الخمر كحوادث السير ومرضى السيدا والمشاكل الاجتماعية كالإجرام والطلاق والتفكك الأسري… وغيرها من المشاكل. لذلك دعيت الخمر بأم الخبائث لأنها المدخل إلى الخبائث والفواحش كلها. وفي حديث رواه ابن ماجة بإسناد حسن قال النبي صلى الله عليه وسلم لآبي الدرداء "لا تشرب الخمر فإنها مفتاح لكل شر". ونقيس على الخمر المخدرات وكل ما يسكر. إن المخدرات هي الأُخطبوط الذي يهدد العالم، وتشكوا منه الدول كلها، وتتكاتف مع بعضها لوقف انتشاره. وأضرار المخدرات هي كذلك تمتد إلى جميع أجهزة الجسم وأعضائه، ويتجلى ضرر المخدرات خاصة في الجهاز العصبي. إذ يصاب بالخمول، ويفقد الإدراك السليم، والقدرة على التركيز ويصبح عديم المبالاة وتظهر أضرار فيزيائية، كانعدام النوم، ونقص في تناسق عضلات الجسم، والتحدث بحديث غير مترابط وظهور فترات غيبوبة وهبوط القلب والشعور بالحزن والقلق واللجوء إلى السلوك العدواني والانطواء والعزلة. وأؤكد أن الإدمان يمكن أن يعالج وكلما كان العلاج مبكرا كلما كانت فرص التوقف والشفاء كبيرة لذلك ننصح الوالدين أولا بتوعية أولادهم بخطر المخدرات لكي لا يقربوها، وعلاجهم قبل التوغل في الإدمان في حالة إصابتهم… يتبع في العدد المقبل…