الآداب الإسلامية في الطعام والشراب إن معظم الأمراض التي يصاب بها الناس في عصرنا الحديث ترجع إلى الإفراط في تناول الطعام والشراب والإسراف فيهما، ومن هذه الأمراض: اضطرابات الهضم والبدانة، وبعض أمراض القلب والكبد والسكري. إن علماء أوروبا لم ينتبهوا إلى أخطار الإفراط في الطعام إلا في عصر النهضة، ومنذ ذلك الوقت والعلم الحديث يكتشف يوما بعد يوم أمراضا لها علاقة مع التخمة والإفراط في الأكل، بينما كان العلماء المسلمون يحذرون الناس من أخطار التخمة وكثرة الأكل منذ 15 قرنا. استنادا لقوله عز وجل: "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" [الاَعراف، 29] كان للرشيد طبيب نصراني حاذق فقال لعلي أليس في كتابكم من علم الطب فالعلم علمان علم الأديان وعلم الأبدان؟ قال علي بن الحسن رضي الله عنه لقد جمع الله الطب كله في نصف آية "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين" واستنادا لأحاديث نبيهم صلى الله عليه وسلم: "ارفع يديك من الطعام وأنت تشتهيه" والحديث الذي رواه ابن ماجة في سننه عن المقدام بن معدي كرب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما ملأ آدمي وعاءا شرا من بطن، حسب الآدمي لقيمات يقمن صلبه، فإذا غلبت الآدمي نفسه فثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس". * أثبت العلم أن المعدة على شكل وعاء كما وصفها النبي صلى الله عليه وسلم؛ يقمن صلبه. وهو الحد الأدنى من الطعام الذي يجب أن نأكله لاستخراج الطاقة اللازمة لأداء وظيفة الأجهزة الداخلية؛ * ثلث المعدة يساوي حجم الهواء الذي يدخل مع كل شهيق؛ لأن حجم المعدة حين تتمدد هو لتر ونصف، وحجم الهواء الذي يدخل مع كل شهيق هو نصف لتر كما يعرف ذلك الأطباء الأخصائيون؛ فمن أخبر سيدنا صلى الله عليه وسلم بهذه القياسات التي لم تعرف إلا أخيرا، إنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى؛ * وأمر الإسلام بستر الطعام وعدم تعريضه إلى التلوث، قال صلى الله عليه وسلم، "غطوا الإناء" رواه ابن ماجة… يتبع في العدد المقبل…