تنتمي شجرة الزيتون إلى عائلة الزيتيات، وهي تتميز بمقاومتها للظروف المناخية المتقلبة وتأقلمها مع جميع أنواع التربة. تعتبر بلدان البحر الأبيض المتوسط أصل هذه الشجرة المباركة، وقد كان الرومان أول من نشر زراعتها في كل شبه الجزيرة الأيبيرية، إلا أن المسلمين هم أول من طوروا تقنية استخراج زيت الزيتون. ورد ذكر شجرة الزيتون سبع مرات في القرآن الكريم تأكيدا على منافعها الجمة، يقول عز وجل: "وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للاَكلين" [المومنون، 20]. يحتوي الزيتون على دهون غير مشبعة وحيدة بنسبة 82% خاصة acide oléique ويحتوي على كاروتين بنسبة عالية، وألياف، وبروتينات ومعادن كالبوتاسيوم والكالسيوم والمنغنزيوم والفسفور والحديد والنحاس والكبريت وفيتامينات D,E,A. من فوائد زيت الزيتون... الوقاية من أمراض القلب والشرايين: فقد أكدت عدة أبحاث أن أصغر معدل للوفيات الناتجة عن أمراض القلب والشرايين في العالم يوجد في دول حوض البحر الأبيض المتوسط. يعزى ذلك إلى جودة محتوى الدهون المستعملة في النظام الغذائي لهذه الساكنة؛ فزيت الزيتون تستعمل عوض الدهون المشبعة المتناولة لدى سكان الدول الأخرى. إن محتوى وتوزيع الدهون في النظام الغذائي يعتبران من العوامل الأساسية التي تؤدي إلى إصابة القلب والشرايين، خاصة لدى مرضى السكري. إن المداومة على تناول زيت الزيتون تساهم في الرفع من معدل الكولسترول المفيد الذي يقوم بإرجاع الكولسترول من الدم إلى الكبد فيحول دون ترسبه على الأوعية الدموي، كما تساهم في خفض معدل الدهون triglycérides فيرتفع بذلك حجم الكولسترول المضر le mauvais cholestérol LDL مما يؤدي إلى الحد من أمراض القلب والشرايين. لقد أكدت الأبحاث العلمية أن زيت الزيتون يساعد على خفض نسبة الكولسترول الضار والدهون في الدم كما يساعد مرضى السكري على ضبط ضغط الدم والحفاظ على وزن معقول. وكذلك خفض نسبة السكر في الدم؛ لأن زيت الزيتون غني جدا بأحماض ذهنية غير مشبعة وحيدة. الوقاية من السرطان: أثبتت دراسة حديثة أن زيت الزيتون يحفز موت الخلايا السرطانية في حين أن زيوتا أخرى قد تساهم في الزيادة من نشاطها كزيت الذرة. لذلك ينصح الأطباء الباحثون على تناول الدهون الغير المشبعة الوحيدة المتواجدة بكثرة في زيت الزيتون التي تحد من الإصابة بالسرطان؛ كسرطان الثدي سرطان الرحم والجلد.. إن تناول زيت الزيتون بدلا من زيت الذرة يقي من حدوث سرطان الثدي تصل إلى نسبة 50%. ومن تم اكتشف العلماء وجود مواد مضادة للأكسدة polyphénoles les بكمية جيدة في زيت الزيتون البكر الممتاز oil extra virgin الذي يحتوي على مواد تلعب دورا هاما في الوقاية من الأورام السرطانية. ومنذ 14 عشر قرنا أوصى نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم أصحابه بأن يأكلوا زيت هذه الشجرة المباركة، وأن يدهنوا به فمن حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "كلوا الزيت وادهنوا به؛ فإنه يخرج من شجرة مباركة" [رواه الترمذي وابن ماجة]. إن البحث العلمي والتقدم التكنولوجي مكن العلماء من اكتشاف المزيد من الفوائد الصحية المعجزة لزيت الزيتون؛ فمنافعه لا تقتصر على صحة القلب والشرايين فحسب، بل تلعب دورا رئيسيا في الوقاية من الأمراض المزمنة بشكل عام. المراجع: 1. ابن قيم الجوزية، الطب النبوي، دار الفكر-بيروت. 2. Elena Leon Carralafuente, les bienfaits de l'huile d'olive, diabetes voice, volume 48, numéro 4, Décembre 2003. 3. نادية طيارة، موسوعة الإعجاز القرآني في العلوم والطب والفلك، الجزء الأول، اليمامة دمشق-بيروت، الطبعة الأولى، 2008م. 4. Richaed Béliveau, l'importance de l'huile d'olive dans la prevention du cancer du sein,le journal de montréal, votre vie, lundi 24 Mai 2010. 5. عبد المجيد بلعابد، نورانية شجرة الزيتونة المباركة، حراء، السنة الخامسة، العدد 21، 2010م.