شجرة الضرو أو البطم العدسي أو المصطكى le lentisque هي من الشجيرات الدائمة الخضرة من الفصيلة البطمية، يتراوح ارتفاعها من مترين إلى ستة أمتار، وتنمو في بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، أوراقها مركبة، ولها ثمار كروية حمراء ثم تصبح سوداء. للشجرة جذع كبير ذو قشور متشققة بشكل طولي. يخرج من الجذع عصارة لزجة.. هذه العصارة تتجمد بمجرد تعرضها للهواء وهي ذات رائحة عطرية تعرف لدى العرب باسم علك المصطكي أو علك المستكة. تنتشر هذه الشجرة العطرية في عدة مناطق من حوض البحر الأبيض المتوسط، وشبه الجزيرة الليبيرية وجنوب فرنسا وتركيا والعراق وإيران. وفي المغرب تتواجد في جهات مختلفة على الخصوص منطقة الوسط الغربي لجبال الريف. تستعمل الأجزاء الهوائية للشجرة في الطب التقليدي لعلاج ارتفاع ضغط الدم، وكمدر للبول. أما الصمغ الذي يخرج من لحاء الشجر فله قيمة طبية كبيرة فقد استعمل تقليديا في علاج مختلف أمراض الجهاز الهضمي كقرحة المعدة، وعسر الهضم والإسهال وآلام الأمعاء… وهي مادة تستخدم على نطاق واسع في الطعام والشراب كأحد المضافات الغذائية المنكهة للأطعمة والمشروبات والأدوية التقليدية والبخور وليس لها أي تأثير جانبي إن استعملت باعتدال. إن الصمغ العطري ذو اللون العاجي معروف لدى العرب باسم المصطكى ويخرج من لحاء جذع الشجرة ويكون في الأول سائل شفاف ثم يجف بتعرضه للهواء على شكل كريات صغيرة ذات قطر يتراوح بين 4 إلى 8 ملم لتصبح بعد ثلاثة أسابيع صلبة ذات لون أصفر ورائحة عطرية أخاذة وطعم فريد. يخرج الصمغ بشكل طبيعي من اللحاء لكن من أجل الاستغلال التجاري يقوم المزارعون بإحداث شقوق صغيرة لاستخراجه ويقدر متوسط العائد السنوي لكل شجرة بحوالي 3,6 إلى 5,4 كجم. أقيمت عدة دراسات علمية حول التركيب الكيميائي لمختلف أجزاء الشجرة فوجد الباحثون أن أهم المواد البيوكيميائية الفعالة هي كالتالي: الصمغ يحتوي على الفابنين، والبتابنين، والليمونين، والتربين.. الزيت الأساسي يحتوي على البتاكريوفلين، جرمرين.. والأوراق تحتوي على العديد من المواد البوليفينولية، والأنثوسيانية. استعملت زيت الضرو كثيرا في صناعة العطور والصناعة الدوائية، وفي الوقت الراهن أثبتت الدراسات العلمية أن الزيت الأساسي ومستخلص أوراق شجرة الضرو يملكان فعالية بيولوجية طبية كمضاد لبعض أنواع الفطريات المجهرية التي تتسبب في أمراض الجلد والأظافر وكذلك فعالية ضد نمو بعض أنواع البكتيريا والجراثيم… وقد ورد في المقالات العلمية أن الجزء الثربنويدي لمركبات الضرو يفيد في الوقاية من تصلب الشرايين وظهور أمراض القلب والشرايين. هناك الكثير من الأبحاث التي أكدت على أن نبات البطم يملك مفعول مضاد للأكسدة سواء من خلال زيته الأساسي الذي يحتوي على نسبة عالية من التربين الموجود أيضا بالصمغ، وتجدر الإشارة إلى أن النبات يستخدم في الصناعة الغذائية من أجل هذه الخاصية. من جهة أخرى أكدت إحدى الدراسات التجريبية أن المستخلص المائي لصمغ نبات الضرو أثبت فعالية ملحوظة في الوقاية من إصابة فئران التجارب بقرحة المعدة. وفي هذا الصدد ورد عن علماء هذا المجال أن مستخلص الأجزاء المختلفة لنبات الضرو أظهرت خصائص طبية متنوعة مثل مفعول مضاد لتصلب الشرايين، ومضاد للالتهاب، ومضاد للأكسدة ومضاد للميكروبات، وخافض لضغط الدم ومضاد للسرطان ومضاد لالتهاب المفاصل والنقرص، ومضاد للربو، ومضاد للفطريات المجهرية، لكن الحاجة لدراسات علمية مزيدة لا تزال قائمة للتعرف أكثر على المركبات النشطة وطريقة استخلاصها والكميات الازمة للحصول على العلاج المأمول. المراجع: 1. Mohamed Hmamouchi, les plantes médicinales et aromatiques marocaines, Copyright, 1999. 2. Hassan Amhamdi, et Al, Chemical Composition of the Essential Oil of Pistacia Lentiscus L. from Eastern Morocco, Rec. Nat. Prod. 3:2, 2009 3. Nahida, S.H.Ansari, A.N. Siddiqui, Pistacia Lentiscus : A Review On Phytochemistry And Pharmacological Properties, International Journal of Pharmacy and Pharmaceutical Sciences, Vol 4, Suppl 4, 2012. 4. جريدة الرياض الالكترونية، نبات الضرو لمعالجة الإسهال وطرد الغازات، الاثنين 10 ذو القعدة 1434ه، 16 سبتمبر 2013 م، العدد 16520.