إن كتاب الله يتوفر على أساليب قرآنية فريدة ومسالك للكشف عن الحق والحقيقة عديدة وحميدة سلكها وتوسل بها -ولا يزال- إلى أداء رسالته وتبليغها في هذا المجال مجال الكونيات والعلميات- فمن الواجب إذن لفت الأنظار إليها، وتسليط الأضواء عليها، عسى أن تتحرك الهمم وتنهض العزائم من جديد. لاستئناف الدور المنوط بالإسلام، والقيام به أحسن قيام في ساحة الحضارة الحديثة والعلم الحديث، فيعود العلم في ظل القرآن وبتوجيه منه إسلاميا عالميا يساهم فيه المسلمون مساهمة فعالة كما كانوا في سابق الزمان وقتئذ نفوز في الامتحان، ونكسب الرهان "ويومئذ يفرح المومنون بنصر الله" [الروم، 3] "يوم لا يخزي الله النبي والذين ءَامنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير" [التحريم، 8]. والآن فلنشرع على بركة الله في الموضوع ملتزمين في عرضنا أمام هذا المؤتمر الموقر طريقة الإيجاز والاقتضاب بدلا من التفصيل والاستيعاب مقتصرين على ما تدعو إليه الحاجة من شواهد معدودة ونماذج محدودة تاركين تفاصيل هذا البحث القرآني الجديد إلى حين نشرها في كتاب جامع مفيد مؤملين إذا فسح الله في الأجل أن تسعدنا الأيام بتقديمه هدية إليكم في أحد المناسبات التاريخية الإسلامية سائلين الله تعالى أن يعصمنا من الزلل ويوفقنا لسديد القول وصالح العمل.. يتبع في العدد المقبل..