وما قُرئ القرآنُ إلا ذكَرْتُكم وأبحرتُ في تلك الشمائلِ والفِكَر وخُيِّل لي القرآنُ يمشي مُجسَّداً على قَدَمٍ والآيُ تخطُرُ والسوَر وأسفارُكَ اللائي حفظتَ متونَها كأنك في المرآة تُبصِرُ ما استَطر وما حملتْ أُنثى بمثلكَ يافعاً تَضَلَّعَ في علمِ الروايات في الصغَر إذا مَرَحَتْ أقلامهُ في "سما" سما يُحَلِّقُ في الإِرْدافِ أو يَرقُمُ السَّطَر فحدِّثْ عن البحرِ الخِضَمِّ وموجِهِ ولكنَّ مَن يُحْصيهِ يغلبُهُ البَهَر وكمْ حمَلَ "الحامولُ" من فيضِ حفظِكمْ فأخصبَ فيهِ ذلكَ العلمُ وازدَهَر وأنتَ لدى الشيخِ "الُموَذِّنِ" قائمٌ بخدمَتِه والشيخُ في الحينِ قدْ أَضَرّ فسارعتَ في مرضاتِه وصحِبْتَه سنينَ على الإقراءِ تمضي لِما أَمَر زماناً وما شارطْتَ إلا بإذنِهِ وتلكَ دروسُ البرِّ إنْ كان مَن يَبَرّ وكمْ لكَ في باب التواضُعِ من حُلىً كرائمَ لا تَقْوى على مثلِها المِرَر تفردتَ منها بالذي ليس فوقَهُ لذي طَمَعٍ من غايةٍ أو لذي غَرَر وما لعطاء الله حدٌّ يحُدُّهُ حسابٌ فيُحصى أو قياس فيُعتَبَر يتبع في العدد المقبل..