عبد الكريم ياسين نظمت الشبكة الإفريقية للتنمية المستدامة، نهاية الأسبوع الماضي، بجهة كلميم وادنون، قافلة توعوية حول التشغيل الذاتي وروح المبادرة. وحسب المنظمين، فإن هذه القافلة التي شملت مدينتي أسا الزاك وطانطان، تدخل في إطار فلسفة الشبكة الافريقية للتنمية المستدامة، المبنية على المبادرة في خلف الأنشطة الحيوية، للرفع من دور التنمية البشرية وروح المبادرة التي تستهدف مختلف مكونات النسيج الاجتماعي لجهة كلميم واد نون. وتميزت هذه القافلة التكوينية التي تم تنظيمها على مدى يومين، إلقاء محاضرات وتنظيم ورشات عمل، جرى تأطيرها من طرف خبراء ومهنيين وفاعلين بارزين في مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، استفاد منها أزيد من 2000 مستفيد من نساء و رجال منطقة كلميم واد نون في إطار العمل الجمعوي والتعاونيات وريادة الأعمال وتطوير العمل المستقل بالإضافة إلى المشاريع النسائية و تقنيات البحث عن العمل. وتمحورت أشغال هذه القافلة التكوينية والتحسيسية، حول عدة مواضيع تهم بالخصوص تدريب الباحتين عن العمل، والشركات الواعدة في المغرب، والارشاد والتدريب الإداري للتعاونيات( تمويل الأبحاث والتسويق للمنتجات المجالية)، وروح المقاولة وخلق الأعمال . وتهدف هذه القافلة التكوينية، التي عرفت مشاركة عدة مؤسسات تنشط في مجال التشغيل الذاتي، الى منح الفرصة للطاقات الشابة بجهة كلميم لابراز مؤهلاتها، ودفعها نحو مواكبة رؤى واضحة في الجهوية المتقدمة الذي يعمل عليها المغرب للرقي والتميز في بناء غد أفضل . وقال عبد الله النويب رئيس الشبكة الإفريقية للتنمية المستدامة، إن المبادرة الحرة والتشغيل الذاتي آلية من آليات إنعاش التشغيل بصفة عامة في المغرب أو في أي بلد في العالم. وأضاف النويب في اتصال ب"المغربية" أن التشغيل الذاتي بصفة عامة في المغرب مر من مجموعة من المحطات والمراحل، حيث كانت هناك مرحلة معينة انطلقت فيها عملية دعم التشغيل الذاتي وبدأت بفكرة المقاولين الشباب، كتجربة أولى كان من خلالها الشاب يتقدم بمشروع والدولة تعمل من خلال الصندوق المركزي بضمان مشروعه بنسبة 80 في المائة، إلا أن مجموعة من المعيقات والإشكالات حكمت على هذه المبادرة بالفشل. وأوضح النويب أنه في حدود سنة 2005 انطلقت مبادرة التشغيل، حيث بدأ التفكير في برنامج آخر أخد بعين الاعتبار بعض المعيقات والإشكالات التي كانت مطروحة في البرنامج الأول الخاص بالمقاولين الشباب، من خلال برنامج مقاولتي التي تمت بلورته كفكرة من خلال مبادرة التشغيل لسنة 2005 يجري تمويله من طرف البنك. وأشار النويب إلى أن المغرب حديث العهد بالثقافة المقاولاتية ودعم المبادرات الفردية مقارنة مع البلدان الغربية، حيث تعتبر إصلاحات سنوات التسعينات نقطة انطلاقة نوع جديد من الاستثمارات والمستثمرين، وبداية التحول نحو التشغيل الذاتي كآلية من بين آليات إنعاش التشغيل بالمغرب. من جانبها، أكدت فاطمة الزهراء الفيلالي المسؤولة عن التواصل والإعلام، أن أرقام خلق المقاولات تبقى خجولة ولاترقى إلى حجم التطلعات وواقع الحاجيات باعتبار أن المبادرة الفردية تتغذى كذلك من الحمولة الثقافية ومن الصورة النمطية للمقاولات التي ترسخت في ذهن الشباب كمخرج قسري للهروب من البطالة، موضحة أن إنعاش التشغيل بصفة عامة وإنعاش الاقتصاد يجب أن يمر حثما عبر دعم التشغيل الذاتي.