بين برلمان النباهة وبرلمان الإستحمار المسائية الثقافية استعرنا كلمة النباهة و الإستحمار من كتاب الدكتور علي شريعتي، وهو بالمناسبة كتاب قيم، يتناول فيه صور وأنماط النباهة و الإستحمار التي يعيشها الفرد والمجتمع. إذا كان البرلمان في الدول الديمقراطية التي تحترم شعوبها، فضاءً لتطارح الأفكار والبدائل بين المعارضة والحكومة خدمة للصالح العام، والإجابة عن مجمل الإشكالات بالحجج والبراهين، بنوع من النضج السياسي، وباستحضار ثقل المسؤولية والتمثيلية وقدسية المهمة النبيلة المنوطة بالطرفين، في جو من الإحترام المتبادل بين الفرقاء السياسيين، وبالتالي يكون المتتبع أمام ممارسة ديمقراطية تنعكس إيجابا على سلوكياته وممارساته، وتنمي فيه نوع من النباهة السياسية، لترسيخ ديمقراطية مبنية على الاحترام وتقبل الرأي المضاد والمخالف. لكن في برلماننا المغربي ما أحوج نوابنا إلى تعلم أبجديات الديمقراطية.
قد نكون واهمين إن اعتقدنا بأن مؤسسة البرلمان كما هي عليه اليوم آلية ديمقراطية. برلمان لا يشرف أن يمثل المغاربة الأحرار المنافحين عن قيم الديمقراطية والحداثة. مخطئة الهاكا إن اعتقدت بأن نسبة مشاهدة سيرك البرلمان مهمة، والحق أن من يتفرج مضيعة للوقت ليس إلا. مخطئ من يظن أنه سيستفيد من النقاش السياسي المتداول في البرلمان. من اليوم فصاعدا ينصح لمن يضيع وقته في الفرجة المبتذلة المملة لحلقات البرلمان بالكف فإنها أصبحت خادشة للحياء بالكلام الساقط السافل. رجاء أوقفوا بث نقل مسخكم وغسيلكم ومهاتراتكم فالشعب أنبه من أن تستحمروه.