بعد انتهاء المهرجان الذي عرف دورته الرابعة،كان للمسائية العربية لقاء مع الفنان عبد الحفيظ البنوي الرئيس المؤسس لهذه التظاهرة الفنية سلط فيه الضوء على برد الصريح على ما طرحناه عليه من أسئلة. المسائية العربية : كيف مر المهرجان الغيواني الاخير؟ و هل تمة دوافع إبداعية و فنية دعت لتكريم المعلم الكناوي" مصطفى باقبو"؟ حفيظ البنوي: كانت الدورة الاخيرة للمهرجان الغيواني ناجحة بكل المقاييس سواء من حيث البرمجة و الحظور الهائل الذي عرفته جميع السهرات المبرمجة مع العلم ان الدورة جاءت متزامنة مع شهر رمضان المعظم و كذلك كانت الدورة الثالثة ناجحة لتكريمها الفنان عمر السيد . و في بداية الموسم الفني الحالي فكرنا أن لا يقتصر نشاط مؤسسة المهرجان الغيواني على تنظيم المهرجان فقط ،لدا برمجنا حفلا فنيا خاص بالموسيقى الكناوية حيث شارك كل المعلمين لكناويين بمراكش . أما فيما يخص تكريم المعلم مصطفى باقبو ،فالمؤسسة ترى أنه جدير بذلك باعتباره سليل اسرة كناوية موشومة في ذاكرة الفرجة الشعبية و الفن الكناوي بمراكش , فوالده "المعلم الكناوي الكبير" من ابرز رواد ساحة جامع الفناء،و على يديه "تعلم أصول الحرفة" بما تقوم عليه من طقوس كناوية ( الفتوح-أو فتوح الرحبة كما يفال بلغتهم –المقامات ،الجدبة,,,,) لا ابنه مصطفى فقط بل قبله اخوه، و ثانيا تم اختيار هذا المعلم باعتباره الفنان لكناوي الذي استطاع أن يفرض وجوده فنيا بأيغاله في الفن الكناوي من حيث هو صنعة ،و تعمق فيها لدرجة أعلت من مكانتها الموسيقية و اصبحث من مكونات اشكال فنية اخرى مثل الموسيقى التصويرية في المسرح أو السنيما .. فالمعلم "مصطفى باقبو" استطاع بناء على ما سلف فرض حضوره و اسلوبه داخل المغرب و خارجه حيث عزف بجانب موسيقيين عالميين من أمثال سانتنا و كريستين لفرستيي و موسيقيين اخرين . المسائية العربية: شكل المثقفون التقدميون بعضا من جمهور الظاهرة الغيوانية عموما و الممارسة المسرحية(مسرح الهواة من جهة و الاحترافي ممثلا بتجربة مسرح الناس و الطيب الصديقي) فمن هو جمهور المهرجان الغيواني؟ حفيظ البنوي: صحيح لقد شكل المثقفون فاعلا اساسيا في الوضع الثقافي سيما في وجهيه ممثلين بالمسرح و بالظاهرة الغيوانية نشأة و مسارا تطوريا/ اعتبارا لحضوره و لدعمه و نقده الذي ظل يشكل الباعث على الاجتهاد و الدافع للاستمرار في ظروف و بإمكانيات صعبة,و المهرجان الغيواني الذي هو في طريق التكريس هنا بمراكش ، لايدعى احتكاره لكل هذا الجمهور بل إلى جانب المثقفين ،و الشباب ،و العائلات المولعة بهذالذي يشتغل عليه المهرجان.و إجمالا يمكن القول أن الجمهور الذي استقدمته الدورات الثلاث السابقة مس كل الفئات العمرية من رجال و نساء و مثقفين وصناع تقليديين زمما يفيد أن الظاهرة الغيوانية لازال لها جمعورها رغم أن الإعلام المرئي يحاول أن يشجع أنواع أخرى كالموسيقى الشعبية و وموسيقى الراب وهذا ما دفعنا إلى تأسيس المهرجان الغيواني لفتح افاق و استدامة هذا النوع الغينائي المتجذر في الموروث الثقافي الوطني. المسائية العربية: انطلق المهرجان الغيواني بتنظيم من مجموعة انوال، الدورة الحالية جرى تنظيمها من طرف مؤسسة ، فإلى ماذا يعود هذا التغيير؟ هل هو محض فني؟ ام يتعدى ذلك نحو نوع من المأسسة لمهرجان اصبح تقليدا بمراكش؟ حفيظ البنوي: فعلا كان انطلاق المهرجان الغيواني من تنظيم مجموعة ألوان وتم التفكير في مأسسة المهرجان بحيث تم خلق إطار جديد للارتقاء بتنظيم الدورات المقبلة للمهرجان الغيواني تحت إسم " مؤسسة المهرجان الغيواني " فالدورة الرابعة للمهرجان الغيواني ستكون من تنظيم الإطار الجديد . الهدف من هذا التغيير، إخضاع المهرجان للاحترافية المطلوبة من أجل جودة فنية،تقدم منتوجا ثرتيا للارتقاء به،و لتثمينه، و ترويجه في شروط توسع من دائرة جمهوره ، و خاصة من الشباب الذي يواجه زخما جهنميا من الانتاجات الفنية عبر وسائط الاتصال.فالمهرجان يكرس الاقبال و الاهتمام بالثقافة الشعبية من خلال الظاهرة الغيوانية و كل روافدها دون انغلاق،او عدم استعداد للانفتاح على ما من شانه تطويره و الحفاظ عليه كفضاء للفرجة و للمتعة الفنيين. المسائية العربية: هل تفكر مؤسسة المهرجان في خلق ذاكرة مدونة أو حتى سمعية بصرية من أجل نثمين الموروث الغيواني/ لكن بالاساس من اجل إخضاع للدراسة و البحث العلميين؟ حفيظ البنوي: بالنسب للتوثيق جميع الدورات الثلاث السابقة للمهرجان الغيواني موثقة بالصوت و الصورة أما عموما بالنسبة للظاهرة الغيوانية فقد تم برمجة ندوة في الموضوع في شهر ماي المقبل سوف يؤطرها و يساهم في اشغالها مجموعة من الاساتدة الجامعيينالذين لبوا الدعوة مشكورين. المسائية العربية: هل هناك جهات مانحة تدعم المهرجان؟ و هل هناك حضور و مواكبة لوزارة الثقافة لهذا المهرجان؟ حفيظ البنوي: 5 - شكرا على طرحكم لهذا السؤال .ففي تقدير مؤسسة المهرجان ،لا يمكن أن تنجح أي تظاهرة فنية ثقافية تطمح لتوسيع دائرة إشعاعها، و الاستجابة الفنية لمعايير الجودة إبداعا و ترويجا... إذا لم تجد الدعم الكافي. بالنسبة للمهرجان الغيواني هنالك جهات منتخبة تدعمنا لوجيستكيا ( أقامة و تغذية ) مند الدورة الأولى ونلاحظ غياب دعم وزارة الثقافة رغم أنها تتوصل بالملف الكامل للمهرجان في كل دورة .و هنا لابد أن أشكر الفرق الغيوانية التي تتفهم هده المشاكل التي نعيشها كل سنة