المسائية العربية يكاد واقع سوق الخضر بباب دكالة يستعصي عن التصريف وجهة التدبير المعقلن، والمستقبل الواعد بالآمال رغم المفارقات العجيبة التي يتداولها المتتبعون والمهتمون بهذا المجال في علاقته بتوفير حاجيات مدينة مراكش، بدءا من التفويت الذي أثار علامات استفهام كثيرة، وانتهاء بفرض واقع متسم بالضبابية في ظل إشكالات التعويض التي لازال يعاني منها بعض المستفيدين من هذه السوق. وبعد عملية الشد والجذب التي أعقبت عملية الترحيل إلى السوق الجديد، وما رافق ذلك من إكراهات ومن إنزلاقات تكاد نتائجها تظهر بين الفينة والأخرى، وبعد أن تخلت الشركة الإسبانية التي ابتلعت الطعم، تقرر في عهد الوالي حصاد أن يتم تحويل سوق الخضر باب دكالة إلى منطقة خضراء تتوسطها بناية حديثة تضم مكاتب ذات النفع العام، وهي العملية التي ستحقق مكسبين، احدهما إرساء منطقة خضراء تستفيد منها ساكنة المناطق المجاورة، وثانيها إنشاء مجمع إداري له علاقة بالهموم اليومية للمواطنين. غير أن يدا نافذة مجهولة الهوية، واضحة الأهداف أقبرت المشروع لغاية تهميش القصدية المشار إليها، وتحويل المشروع الاجتماعي الاقتصادي والاداري، إلى مشاريع ريعية قد تستفيد منها ديناصورات العقار، والمتربصون بالملك العمومي. فلمصلحة من أقبر هذا المشروع ؟ ولماذا أصبح ضحية الصمت الممنهج تحقيقا لغايات لاتخدم الساكنة أصلا ؟. لعل الواجب الآن يدعو الوالي الجديد إلى فتح تحقيق في الموضوع لإعادة الأمور إلى نصابها وتحقيق هذا المشروع الذي طاله النسيان.