دعم صغار الفلاحين وتطوير المنتوجات الزراعية في المنطقة يعتبر المجمع الشريف للفوسفاط أهم شريك في الإنتاج اللفلاحي كما يتجلى ذلك من خلال مواكبته الدائمة وحرصه الشديد على تطوير القطاع عبر مجموعة من البرامج التي يشرف عليها لاسيما في شقها المتعلق بالأسمدة. ظل المجمع الشريف للفوسفاط لسنوات وعقود يعد من المؤسسات المواطنة والمدعمة للاقتصاد الوطني، لاسيما من خلال مواكبة القطاع الفلاحي الذي يحظى بالأولوية ضمن مجموعة من البرامج النوعية التي يشرف عليها هذا المجمع والتي تروم بالأساس تعميم الاستعمال المعقلن و الجيد للأسمدة ودعم صغار الفلاحين. ومن هذا المنطلق٬ وكما يتجلى ذلك من خلال القوافل التي ينظمها المجمع الشريف للفوسفاط والتي أعطى انطلاقتها عاهل البلاد محمد السادس خلال دورة معرض الفلاحة بمكناس سنة ،2012 والتي ابتدأت ب « قافلة الزيتون» و» قافلة الخضر و الفواكه» حيث استفاد منها نحو 3000 فلاحا و تم توزيع قرابة 30 طنا من الأسمدة، كمساهمة فاعلة ومواطنة ضمن سلسلة من البرامج والمشاريع المسطرة في إطار مخطط «المغرب الأخضر»٬ وذلك على ضوء مبادرة «سماد» التي تروم٬ على الخصوص٬ بلوغ تنظيم أفضل لسوق الأسمدة وتأمين تزويد السوق الداخلية بكميات كافية منها وضمان استقرار أسعارها لدى عموم الفلاحين. فقد كان موعد فلاحي دكالة وبالضبط منطقة سيدي بنور، مؤخرا، مع قافلة الحبوب و القطاني» التي جاءت بمبادرة من المجمع الشريف للفوسفاط وبشراكة مع وزارة الفلاحة والصيد البحري وموزعي الأسمدة المحليين، من خلال معرض ضم مختبرا متنقلا لتحليل التربة ومنصة معلوماتية تحتوي على قاعدة للبيانات وخارطة خصوبة التربة إلى جانب أروقة لعرض مجموعة من المنتجات الجديدة والمتطورة وأخرى خصصت لعرض كل احتياجات الفلاحين، وحسب منظمي هذه القافلة، فإن اختيار شعارها «الحبوب و القطاني» فقد انبنى على الأهمية التي تكتسيها هذه الزراعة و مدى أهميتها في الاقتصاد المغربي كمنتوج و مادة أساسية للتغذية، تستغل منها الحبوب على مستوى المساحة المزروعة نحو 5،3 مليون هكتار بما يشكل 75 في المائة من المساحة الإجمالية المزروعة ليبقى 50 مليون قنطار منها في السنة غير كاف لتلبية حاجيات الساكنة، فيما القطاني يبلغ إنتاجها نحو 2،4 مليون قنطار، و بالتالي بات من الضروري في إطار برنامج المغرب الأخضر الرفع من انتاجيتهما و تحسين مروديتهما بما يستجيب لطموحات الاقتصاد الوطني و الفلاحين الصغار بالخصوص، سعيا إلى مساعدتهم على معرفة نوعية تربة أراضيهم الفلاحية٬ وإطلاعهم على أفضل الأساليب المعتمدة بغية تحسين مردودية زراعاتهم من الحبوب٬ حيث ستعمل القافلة على تعبئة وسائل بشرية ومادية هامة لتحقيق هذه الغاية. وخلال الندوة الصحفية التي تم عقدها بالمناسبة سلط محمد بنزكري المدير المكلف بالمبيعات بالأسواق المحلية الضوء على الأهداف الأساسية من تنظيم هذه القافلة والأدوار التأطيرية والتكوينية والتدريبية والتجريبية التي تساهم فيها من أجل خدمة الفلاح والتنمية الفلاحية ببلادنا، كونها محطة أساسية لتوعية الفلاحين بالمشاكل التقنية التي تواجههم أثناء تسميد أراضيهم وضعياتهم، مؤكدا أن القافلة تعد أحسن وسيلة لحث الفلاحين الصغار،على التدبير المعقلن وتأطيرهم من قبل أساتذة وباحثين وخبراء في المجال الفلاحي وتدريبهم بطرق متواضعة و شروحات بسيطة تساعد على التأقلم والتدرب على استعمال التقنيات والآليات الفلاحية الحديثة، الذي تتطلب إعطاء الأرض ما تستحقه من مواد وأسمدة، وتسمح لهم بإجراء تحاليل مركزة للتربة تمكنهم من التعرف على طبيعتها و نوعيتها، ومدى استساغة الأرض للكم والنوع المناسبين من الأسمدة خاصة بالمناطق النائية، واستقرار أثمنة الأسمدة الفوسفاطية. وعلى المستوى الميداني٬ فقد استفاد حوالي 300 من الفلاحين الصغار من إقليمسيدي بنور من دورات في المجال الزراعي والتقني تحت إشراف 20 أستاذا وخبيرا في الزراعة الذين قدموا لهؤلاء الفلاحين مختلف المنتجات التي أعدها المكتب الشريف للفوسفاط والتي تتوافق وحاجيات أراضيهم من الخصوبة. الأمر الذي جعل هؤلاء الفلاحين يكتشفون الصيغ الجديدة و الأنسب للأسمدة التي أعدها المكتب الشريف للفوسفاط مع مراعاة خصائص التربة و مكوناتها. كما أن هذه القافلة٬ التي تنبع من الرغبة في اقتسام الخبرات وتكريس القرب من الفلاحين سعيا إلى الإلمام بحاجياتهم واقتراح المنتوجات التي تتناسب أكثر مع تربة أراضيهم٬ ستتيح الاستعمال المعقلن للأسمدة في الضيعات الزراعية ومشاطرة المهارات المتعلقة بالصيغ الجديدة للأسمدة ومدى تناسبها مع السوق المحلية٬ فضلا عن الاستفادة من المعطيات الخاصة بخريطة خصوبة التربة واستعمالها.