قاد قائد ساحة جامع الفنا وخليفته الجديدين حملة ضد استغلال الملك العمومي شملت ممر مولاي رشيد وباب فتوح، ومن المنتظر أن تعم كل المجال الخاضع لنفوذ مقاطعة ساحة جامع الفنا والاسواق المحيطة بها، هذه الحملة وإن لقيت استحسانا كبيرا لدى المواطنين إلا أنها لم تخل من تجاوزات بل وتعسفات بعض المقدمين وبعض الاعوان الذين وجدوا فرصتهم لعرض العضلات وتصفية الحسابات والكيل بالمكيالين. وحسب التجار، فإن الحملة إذا عمت الجميع، ودون تمييز، فإنهم مستعدون لتقديم يد المساعدة للسلطات المحلية والتعاون معها خدمة للصالح العام، فتحرير الشارع والحفاظ على جماليته هو مطلب جماعي، ناضلت من أجله جمعيات ممثلي التجار، بل هددت في وقت سابق بالإغلاق الجماعي وبمسيرة احتجاجية إلى الرباط في حالة ما التزمت السلطات الحياد، واستأنست بالفوضى وخنق الممرات والطرقات والاسواق. واحتلال الملك العام لا ينحصر في المتاجر والمطاعم وصالونات الاكل بساحة جامع الفنا، بل يدخل في نطاقها الفراشة والباعة المتجولين إلى جانب القيساريات. بعض التجار، تمنوا ألا تأخذ الحملة الطابع الموسمي، وأكدوا أنهم اعتادوا على حملات شنها مسؤولون سابقون منذ اليوم الاول من تعيينهم، حيث عمدوا إلى تشديد ضغوطهم على التجار، والسعي إلى تهديد أرزاقهم، والتضييق عليهم، لغاية غير بريئة. مشيرين إلى خليفة قائد سابق بالمنطقة، قبل أن يحال على مزبلة التاريخ، أبدى في بداية تحمله المسؤولية صرامة تجاوزت الحدود المعقولة، ولم يكن يفعل ذلك، خدمة للصالح العام، بل خدمة لأسياده ولأطماعه التي لا حدود لها، وقد كانت بعض وسائل الإعلام سباقة لفضحه الحد من سطوته. وللإشارة، فقد أشاد التجار بالطريقة التي تعامل بها القائد الجديد خلال اليومين الاولين من تعيينه، حيث أبدى استعداده لتطبيق القانون، دون تجريح أو اعتداء أو تنقيص من شأن محاوريه من التجار ومساعديهم والفراشة ..، وحذر التجار من انزلاقات وتصرفات بعض المحيطين بالقائد ، والتي من شأنها أن تؤزم العلاقات، وتسمم الأوضاع، وتفشل التجربة في مهدها، ولنا من الامثلة الكثيرة ما يغنينا عن المزيد من الشرح والتفصيل. ولنا عودة للموضوع بعد تجلي الحقائق، وهدوء العاصفة.