المسائية المراكشية تهافتت العديد من المواقع وشبكات التواصل الاجتماعي على نشر فيديو يؤرخ لعملية سرقة بالليل باعتماد العنف داخل أحد أحياء مدينة مراكش، هذا الاعتداء رغم بشاعته والسلاح الابيض المستعمل فيه " سيف" فقد أنزل الله اللطف فيه، حيث لم يصب الضحايا بأية جروح رغم مقاومتهم للص، ومطاردته. فيديو الواقع أخطر بكثير مما قدمه لنا فيديو حي رياض الموخى بمراكش، فيديو الواقع يحيلنا على ذبح طفلة صغيرة لم يتجاوز عمرها 4 سنوات بالشارع العام وأمام أعين والديها وبعض رواد المقاهي، فيديو الواقع ينقل لنا تقطيع جثة زوج إلى مجموعة من الأطراف و"تشويط " رأسه، ورميها في أماكن متفرقة من أجل طمس الجريمة وإخفاء معالمها،فيديو الواقع يجعل المواطن في خوف دائم من الطرقات المظلمة، من الوجوه الغريبة، من السكاكين والسيوف التي يصطحبها كثير من الأطفال والشباب في تنقلاتهم، ويعتمدون عليها في خصوماتهم او اعتداءاتهم،فيديو الواقع مليء بالاغتصاب وبهتك العرض، بالسرقة وخيانة الامانة، بالدعارة وترويج واستهلاك المخدرات.... قد يشبع الفيديو رياض الموخى نوعا من الفضول، خاصة أن مواضيع الإثارة وخاصة المرتبطة بالإجرام والعنف والاغتصاب والجنس أصبحت تستأثر باهتمام الشارع وتلبي طلباته، إلا أن حادث الاعتداء برمته، ليس جديدا على ساكنة مراكش الذين تعودوا على سماع أخبار الجرائم والاعتداءات اليومية، ومنهم من عاش لحظات رعب حقيقية، أو ما زال يعاني من إعاقة دائمة نتيجة اعتداء سجل ضد مجهول، أو أن الجاني في حالة فرار، و ضمن المبحوث عنه محليا أو وطنيا، ولا يخرج الخبر عن دائرة الضحية ومحيطه الصغير، والدائرة التي استقبلت الشكاية. لا يمكن تجاهل المجهودات المبذولة من أجل توفير الأمن بمدينة مراكش،فقد أصبحت محطة أنظار العالم، ونقطة استقطاب سياحي عالمي، ومسرحا مفضلا للملتقيات والمؤتمرات والمهرجانات الدولية، وطبيعي أن مؤهلات المدينة وخصوصيتها ستجعل الامن ضمن الأولويات، وسيأخذ على عاتقه مسؤولية جسيمة على المستوى الامني الذي عليه التحلي بالمهنية والمداومة و اليقظة والتغطية الشاملة لكل المدينة سواء العثيقة التي تزخر بالرياضات والإقامات السياحية التقليدية ، أو الحديثة الفنادق المصنفة والمؤسسات السياحية والاقتصادية والاسواق الممتازة.. أو خارج المدار الحضري الذي شهد ويشهد في السنين الاخيرة تطورا مطردا في البناء والتشييد للمنتزهات والفنادق الفخمة والمطاعم الفاخرة وفضاءات اللهو والترفيه،مما يجعل التغطية اللوجستيكية جد عسيرة في ظل ضعف الموارد البشرية وضعف التأطير والتكوين، ومعالم الشيخوخة التي بدأت تظهر على مجموعة من رجال الأمن، الشيء الذي يتطلب التشبيب، والحرص على ممارسة بعض الرياضات البدنية، وتخصيص أوقات الفراغ والراحة إلى جانب التحفيز المادي والحق في الترقي داخل الآجال المحددة. إن تساع مجال المدينة ، ووفتح مجموعة من الخطوط التي تربط المدينة بمحيطها الخارجي، والظروف الاقتصادية والاجتماعية المتسمة بالبطالة، والجفاف وقلة فرص الشغل، وارتفاع نسبة الامية والطلاق وأطفال الشوارع، والمخدرات وغيرها من المظاهر المنتجة للعنف، جعلت المدينة مفتوحة على كل اشكال الجرائم والاعتداءات والانتهاكات الجسيمة للحقوق، بعضها يجد طريقه إلى الإعلام، والجزء الأكبر يدخل في إطار العمل الروتيني، أو يحجب عن الرأي العام بدعوى السر المهني، والاحتياطات القبلية ، وغيرها من المصطلحات التي تتناقض والحق في المعلومة.