وفي مستهل هذا اللقاء، الذي عرف، أيضا، حضور أنوار موحسين، مكلف بخلية الإعلاميات ونادي الصحافة بمؤسسة المنال، تناول الكلمة عز الدين أمداح، مدير التعليم الثانوي والإعدادي بهذه المؤسسة، ليتحدث عن المسار المهني الغني والمتنوع لمؤطر هذه الورشة التكوينية الذي يعتبر من خريجي المعهد العالي للصحافة بالرباط في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، مشيرا أنه بدأ مشواره في مجال الاتصال المؤسساتي بالكتابة العامة لوزارة التربية الوطنية، ويعمل، الآن، في هذا المجال بأكاديمية مراكش منذ ما يناهز عشرين سنة، وله حضور متميز في المجال الجمعوي التواصلي على الصعيدين الوطني والدولي، ومعروف بكتاباته الصحفية الرصينة والغزيرة في عدة منابر إعلامية ورقية وإلكترونية. إثر ذلك، تحدث رئيس مكتب الاتصال بالأكاديمية عن الشق الأول من عرضه الذي خصصه لتقنيات إنجاز المقال الصحفي، حيث تطرق، في هذا المجال، إلى مكونات العنونة الصحفية والأخوات أو الشقيقات الست لدى الخطيب والمربي اللاتيني كانتيليان ولدى منظري الاتصال الأنكلو *** ون، إضافة إلى تقنية الهرم المقلوب أو المعكوس في كتابة الخبر، ومميزات الأسلوب الصحفي من خلال دراسات بعض الباحثين في مجال الإعلام والاتصال مثل الفرنسي فيليب كايار، الذي يقول إن الأسلوب الصحفي يجب أن يكون بسيطا، واقعيا وحيويا، أو باستعارة تعبير الناقد الجرجاني، ينبغي أن تكون لغة الصحافة لغة وسيطة في متناول الجميع. وأضاف أن الصحافة، إذا كانت تعتبر مهنة المتاعب والمصاعب في العديد من البلدان النامية، فإنها تعد من أجمل المهن بالنسبة للدول الغربية والديمقراطيات الحقة، مبرزا أن الصحافة تسمى صاحبة الجلالة والسلطة الرابعة لأن السلط التقليدية الثلاث هي السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية. أما السلطة الرابعة، فهي سلطة وسائل الإعلام والرأي العام، وأن أول من أطلق هذه التسمية على الصحافة هو الخطيب والفيلسوف البريطاني إدموند بورك في كتاب له حول الثورة الفرنسية، وموضحا أننا، الآن، بصدد تشكل سلطة خامسة تتعلق بالإعلام الافتراضي، نظر لها الكاتب والصحفي الإسباني إغناسيو راموني، في مقال له منشور تحت هذا العنوان بجريدة "لوموند ديبلوماتيك" حينما كان يشغل بها مهمة مدير، خلال الفترة المتراوحة ما بين 1990 و2008. ومن جهة أخرى، تطرق رئيس مكتب الاتصال بالأكاديمية للشق الثاني من عرضه، الذي يهم كيفية إنجاز الاستطلاع، مبرزا أن هذا الجنس الصحفي يعتبر من الأجناس الراقية أو الكبرى حسب تصنيف الصحفي الفرنسي مارتان لاكارديت الذي يتحدث عن أربعة أصناف من الأجناس الصحفية، وهي الأجناس الخبرية وأجناس الرأي والأجناس الانطباعية، إضافة إلى الأجناس الراقية أو الكبرى. كما يعتبر الاستطلاع ملك الأجناس الصحفية والخبز اليومي للصحفي، حسب تعبير الباحث والإعلامي المغربي عبد الوهاب الرامي. ثم استعرض خصائص الاستطلاع، موضحا أنه يعتبر قصة صحفية تتحمل السرد والحوار والتعليق، ويهتم بتصوير الحياة الإنسانية من خلال الاعتماد على الصور، ويستدعي امتلاك أسلوب قصصي وجمالية في اللغة وخيال خصب، إضافة إلى ثروة من المعلومات، ومؤكدا أن كاتب الاستطلاع هو فنان وأديب يعرف كيف يتعامل مع أدواته ويوظفها لمصلحة موضوعه. وفي ختام هذا اللقاء التكويني، فتح باب المناقشة، حيث قدم القاروني توضيحات حول تساؤلات واستفسارات التلاميذ التي همت عدة قضايا، من أبرزها: تقنيات الإخراج الصحفي، أنواع الصحف وتصنيفاتها، شروط الولوج إلى المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، قانون الصحافة وخصوصيات المشهد الإعلامي الوطني، خصائص الصحافة الإلكترونية بالمغرب، أكبر الجرائد على الصعيد العالمي من حيث السحب والمقروئية، والرقابة في المجال الصحفي.