المسائية العربية تنفيذا لمقتضيات المادتين 620 و 621 من المسطرة الجنائية، و اعتبارا لما جاء في التقرير الأخير للمجلس الوطني لحقوق الإنسان بضرورة تفعيل اللجن الإقليمية لمراقبة السجون، نظمت زيارة تفقدية صباح يوم الأربعاء 03/04/2013 إلى السجن الفلاحي بتارودانت تحت إشراف عامل الإقليم و بمشاركة كافة المسؤولين الإقليميين للمصالح الخارجية و وكيل الملك و رئيس المحكمة الابتدائية و رئيس المجلس البلدي وفعاليات حقوقية... و هذه الزيارة التي استغرقت ساعة و الربع ليست كسابقاتها، حيث تم تفقد كافة مرافق المؤسسة السجنية من مراقد و فضاءات التكوين المهني و مطبخ و مخزن المواد الغذائية و مصحة و مكاتب إدارية و غيرها، و الاستماع إلى النزلاء الأحداث و استفسارهم حول أسباب تواجدهم بالسجن و تقديم النصح لهم، وقد اختتمت الزيارة بعقد لقاء بمقر العمالة تحت إشراف السيد العامل حيث طلب من كافة الأعضاء إبداء رأيهم و اقتراحاتهم، و هو إجراء لم يحدث في الزيارات السابقة التي كان آخرها سنة 2009. وسجلنا على هامش هذه الزيارة ما يلي: احترام الطاقة الاستيعابية للمؤسسة السجنية المحددة في 450، إذ لا يتعدى العدد الإجمالي 420 نزيلا منهم 20 أنثى. استفادة عدد لابأس به من التكوين المهني 107 نزيلا في المجالات التالية: (الحلاقة- الكهرباء – الترصيص – الإعلاميات – الفلاحة...) كما يستفيد 49 نزيلا من محاربة الأمية و 11 نزيلا من التمدرس. تخصيص مرقد للأحداث البالغ عددهم 23. عزل النزلاء العاملين بالمطبخ و عددهم 14 عن باقي النزلاء. التنظيم الجيد لمخزن المواد الغذائية مع وضع تواريخ الصلاحية على جل المواد تمكن المراقب على تحديد الخلل. توفير النظافة بالمرافق الصحية و الدوش و خلق فضاءات خضراء للاستراحة. أما الملاحظات التي أثيرت خلال الاجتماع، فنلخص أهمها فيما يلي: المطالبة بتوسيع قاعدة المستفيدين من التكوين المهني و ضرورة تزويد المؤسسة بتجهيزات إضافية و كذا الاهتمام بالتكوين في المجال الفلاحي. خلق آلية لتتبع و مصاحبة المستفيدين من التكوين المهني بعد خروجهم من السجن و إدماجهم في ظروف جيدة. إنشاء خلية لتتبع وضعية الأحداث داخل السجن و بعد خروجهم منه. اعتماد إجراء الترحيل للتقرب الأسري، و مساعدة السجناء المسرحين لمغادرة المدينة تفاديا لتكرار الفعل الإجرامي من أجل الحصول على المال. الانفتاح على المجتمع المدني من جمعيات حقوقية و تربوية، للمساهمة في نوعية و تكوين السجناء في مجال التربية على المواطنة وحقوق الإنسان و كذا التربية الصحية، و التفكير في عقد يوم دراسي بالتنسيق مع الإدارة العامة للسجن بهذا الشأن. الالتزام بتنظيم زيارات دورية (كل 3 أو 4 أشهر) للاطلاع على أوضاع المؤسسة السجنية و أحوال نزلائها. التدخل لدى إدارة السجن لتجنب استعمال التدخين داخل المراقد حفاظا على أمن و صحة النزلاء و تمكينهم من استعماله خارج المراقد. البحث عن مكان آمن و مستقر للطفل سليمان ذو 3 سنوات الذي يتواجد مع أمه المحكومة ب 25 سنة و بعد أن أكدت للسيد العامل موافقتها على إخراجه من السجن. إن فضاء المواطنة و الإنصاف العضو ضمن اللجنة الإقليمية في شخص رئيسه، إذ يتقدم بهذا التقرير إلى الرأي العام، فإنه يؤكد و من خلال تتبعه المستمر لوضعية السجن الفلاحي بتارودانت أن هذه المؤسسة منذ إلحاقها بمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء في المجتمع سنة 2010، تسير نحو تدبير إداري معقلن قطع مع ممارسات كانت تعتمد على العنف و القسوة و أساليب تحط من كرامة السجناء، و تحسنت الخدمات و التغذية حسب تصريحات عدد من السجناء المسرحين، بل بلغ إلى علمنا ورود عدة طلبات انتقال من مؤسسات سجنية أخرى إلى السجن الفلاحي بتارودانت. نتمنى أن تتطور الأوضاع إلى ما هو أحسن و سنبقى عند وعدنا بفضح أي خرق أو مس بحقوق السجناء كما نصت عليها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان و الدستور المغربي. المكتب التنفيذي لفضاء المواطنة والانصاف بتارودانت