مراكش : المسائية العربية " الشارع هو الترجمة الحقيقية لتربيتنا " التقينا رئيس فرع مكتب ولاية مراكش للهلال الأحمر المغربي وهو يقوم بجولة تفقدية ومتابعة لعمل احدى فرقه التطوعية لتوعية مستعملي الطريق من الرّاجلين والسائقين في اطار احدى حملاته التحسيسية حول أهمية احترام ممرات الرّاجلين ، فكان لنا معه حوار حول مجمل أشغال الفرع وجهوده المبذولة للحد من حوادث السير بالمدينة ونواحيها ، أثناءه أكد لنا السيد مولاي حفيظ العلوي أن أكبر وأهم أسباب انتشار ظاهرة حوادث السير ببلادنا تتمثل في سلوكيات مستخدمي الطريق وأنه وجب الاهتمام بتربية النشء تربية طرقية سليمة كفيلة بتغيير أرقام الموتى والجرحى على الطرقات. ماهي علاقة الهلال الأحمر المغربي فرع مراكش بمجال السلامة الطرقية ؟ لقد اصبح الشغل الشاغل للهلال الأحمر المغربي بمراكش المشاركة في موضوع حوادث السير الذي بات يقض مضجع ساكنة مراكش مند سنوات ، ونحن نعترف أن عملنا يتخذ شكلا مناسباتي ، كما نلاحظ ازدواجية في خطابنا جميعا حين نتحدث عن موضوع نقول انه قض مضاجعنا وأرّقنا ، في حين نكون نحن السبب الرئيس في ارتكابه. فمادمنا قد فرطنا في سلوكنا وتربيتنا السليمة ودماثة أخلاقنا وجميل تعايشنا وتسامحنا فقد بات علينا الاعتراف بأخطائنا ومواجهة حقيقتنا ، هذه السلوكيات ان وجدت وجب ان تظهر على الطريق ، فالشارع هو الترجمة الحقيقية لتربيتنا . نحن على الطريق إما راكبي دراجات بجميع انواعها أو سائقي سيارات أو فئة راجلين ، وقد تبيّن لنا أن الزّجر لا ينفع وكذا التحسيس والتوعية ، بدليل ارتفاع نسبة حوادث السير على الطرقات سواء داخل المدينة أو خارجها. أعترف انه حتى هذا النشاط التحسيسي الذي نقوم به الآن هناك من يتلقاه بصدر رحب وكثيرون يضجرون ويتذمّرون من النصيحة والتوعية ، لكن هذا الأمر لن يثنينا عن الاشتغال بل سنكثف جهودنا في مسألة السلامة الطرقية ، نحن اليوم نشتغل على توعية السائقين بضرورة احترام ممر الرّاجلين ، وفي ظرف ساعتين فقط اكتشفنا أن الرّاجل المراكشي لا يعي جيدا أن الممر هو خاص به وبأنه خلق من أجله كما اكتشفنا ان السائقين لا يولون أي اهتمام للممر و لا للرّاجلين . ماهي جهودكم المبذولة في هذا الأساس ؟ نحن نعمل جاهدين لتذكير المواطنين و تربية النشء على السلامة الطرقية ، انشطتنا انصبت فيما هو تحسيسي و توعوي وتكويني خصّ متطوعي الهلال الاحمر في مجال الاسعافات الاولية والتي نعتبرها ملازمة لحوادث السير والمفروض ان أي متعلم للسياقة حري عليه ان يتعلم حالات التدخل ألاستعجالي والإسعافات الأولية ، كما نقدم ايضا ما هو توعوي تحسيسي داخل المؤسسات التعليمية بشراكة مع بعض جمعيات المجتمع المدني وبعض الحرفيين كسائقي سيارات الاجرة والحافلات وتحسيس جميع مستعملي الطرق ، واليوم يجمعنا باللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير شراكة وطنية. بخصوص تتبع حوادث السير يمكننا كمساعدي السلطات العمومية التدخل في حوادث السير لإنقاذ الضحايا بالتنسيق مع المركز الجهوي لتحاقن الدم نتتبع الحالات ونقوم بحملات تبرع بالدم يكون اول المتطوعين فيها من الهلال الاحمر مع حث المواطنين على التبرع. وما نعرفه عن معاناة مركز تحاقن الدم من ندرة فصائل معينة، الآن والحمد لله يمكننا أن نؤكد وصولنا الى نسبة 365 متطوع بالدم بشكل دائم فقط من منخرطي الهلال الأحمر بمراكش. حسب مسؤولياتكم وتجربتكم المتكررة في حالات التدخل لمساعدة الوقاية المدنية اثناء حوادث السير، من برأيكم المسؤول الأول في انتشار حوادث السير ؟ هناك عدة عناصر تشكل السبب في كثرة حوادث السير لكن العنصر البشري هو أول عنصر والأهم فنحن المغاربة وللأسف لا نحترم الاشارات الضوئية ، ألاحظ هذا في حياتي اليومية ، وكشهادة أدليها بهذه المناسبة أن عايشت يوما حادثة سير أمامي كان شاب يركب سيارة رباعية الدفع لم يحترم الاشارة الضوئية ودهس طفلا أثناء خروجه من المدرسة ولاذ بالفرار وقد حاولت مطاردته دون جدوى ... أنا لست سلطة زجرية ولكني كنت شاهد عيان لتهور شبابي كان سببا في ازهاق روح لا حول لها ولا قوة. أعود وأقول السبب الرئيس في كثرة حوادثنا على الطرقات هو السلوك البشري اللا مسؤول ، بل ان المعضلة الكبرى تكمن في ظهور حالات تباهي بكثرة المخالفات على الطرقات كدليل على الشجاعة أو المغامرة دون أدنى خجل ، وأصبحت بعض العناصر المريضة تتفاخر بالآثام مثل أن يتباهى المرء بين أقرانه أن له سيارة سريعة لا يقف بها على الاشارات الضوئية أو علامات الوقوف وأن الشرطي لا يهمه .. لا يخافه .. الى غير ذلك من السلوكيات التي للأسف بدأت تنتشر في مجتمعنا. كما أنه من المفروض أن الرّاجل حين يمر من الممر المخصص له فذاك من حقه و الصواب أن السائق حين يقف له فذاك هو الواجب وليس الأمر متعلق بمزاج السائق أو أنها صدقة ممنوحة ، لكن الغريب هو حين نرى الرّاجل يتشكر للسائق أو يعطيه اشارات كأن ما قام به هبة منه أو منحه شيئا ليس من حقه ، انظر الى الرّاجل كيف يقطع الطريق مهرولا خائفا وان كان يمرّ فوق الممر المخصص له فهو لا يعرف حقه ولا واجبه. هذه السلوكيات اعتبرها غريبة وكي نستطيع ان نغير مثل هكذا مناظر وجب ان نعيد النظر في تربيتنا وفق سلوكيات طرقية سليمة ، لذلك انصبت جهودنا الحالية للتأطير التوعوي داخل مؤسساتنا التعليمية بشراكة مع الجمعيات المهنية من خلال تنظيم مجموعة حملات تحسيسية وتكوينية في هذا الإطار. س : هذه الحملات التحسيسية التوعوية اقتصرت على المؤسسات التعليمية فقط ؟ وماهي باقي نشاطات الهلال الأحمر بالمدينة ؟ ج : حملاتنا طبقت في فضاءات متعددة ومتنوعة وعلى نطاق واسع شملت المحطات الطرقية لتحسيس سائقي الحافلات ، وفي الشارع العام لتحسيس المواطنين العاديين، كما اتخذت صبغات متنوعة : اليوم عمل تحسيسي وغدا مناورة وبعده تكثيف حملات ، تبرعات بالدم الى غيرها، مع العلم ان جهودنا مع السلطات العمومية اتخذت نمطا آخر من خلال استفادة متطوعينا من تكوينات تؤهلهم للتعرف على الجانب القانوني ومستجدات قانون السير. جميع انشطتنا تكون بدعم من المجلس الجماعي في اطار شراكة تمّ ابرامها سابقا بدعم وصل في سنة 2012 الى 200 ألف درهم لتغطية جميع نشاطاتنا في مجال الصحة المجتمعية والتوعية والحد من مخاطر الأمراض المنقولة جنسيا وأمراض فقدان المناعة، وبات لدينا فريق تدخل سريع في حالات الاستعجال يمكنه العمل الى جانب الوقاية المدنية أثناء حوادث السير ومساعدة السلطات المحلية في تنظيم المحافل والمهرجانات الثقافية والدينية ، لدينا أيضا خلية للبيئة أخذت على عاتقها في أولى برامجها تنظيف المقابر لاعتباراته المعنوية فهو مثوى الأجداد يستحق منا الاهتمام والعناية بتنظيفه وتأثيثه احتراما وتقديرا للمكان، للأسف نجد مقابرنا مرتعا للأزبال ومسكنا للمتشردين والمشعوذين لذلك قمنا بعمليتين تحسيسيتين همّت مقبرة "أغمات " و "باب دكالة" ، وفي الشهور القليلة المقبلة ستكون هناك حملة تخص مقبرتي "بوسكري" و" باب الدباغ" في مستقبل تغطية جميع مقابر المدينة. وبطبيعة الحال ما نقوم به يعتبر مناسباتي لكن الهدف منه هو تربية متطوعينا على احترام الأسلاف من خلال احترام المقبرة وحرمة القبر والحمد لله وجدنا تجاوبا جميلا مع الساكنة المراكشية. &