والجامعة الدولية تسحب ثقتها عنه والجزائر تنتزع بقوة كرسي المغرب من الكونفيديرالية الافريقية للسباحة واتحاد أندية السباحة يطالب بوقف النزيف بعد المشاركة الباهتة في أولمبياد لندن، تلقت السباحة المغربية صدمة أخرى من العيار الثقيل، والمتمثلة في إلغاء الجامعة الدولية لتنظيم بطولة العالم للشبان 2013 بالمغرب، وإعلانها عن رغبتها في تلقي طلبات العروض من أجل احتضان هذه المنافسات من طرف دول أخرى؛ وقد بررت الجامعة الدولية هذا الإلغاء بالظرفية الحالية للسباحة المغربية، خصوصا بعد اعتقال توفيق الابراهيمي رئيس الجامعة المغربية في الملف المعروف بشركة كوماناف، بتهم تصل عقوبتها إلى الإعدام، ومنها المس بالأمن الداخلي للمملكة، والتجسس على الوزير الأول ووزير النقل، والتخابر مع مخابرات دولة أجنبية، وتكوين عصابة إجرامية وتخريب موانئ ومنشآت اقتصادية... فضيحة أخرى، وبالقراقش هذه المرة، ساهم فيها المكتب الجامعي الحالي، بتسببه في فقدان المغرب لمقعده ضمن الكونفدرالية الافريقية للسباحة خلال جمعها العام المنعقد في مدينة نيروبي بتاريخ 13 شتنبر الحالي؛ هذا المقعد الذي كسبه المغرب سنة 2008 بعد 30 سنة من الانتظار والعمل، هاهو ذا ينتقل اليوم بشكل تراجيدي إلى الجزائر، بعد فوز مرشحها ب 18 صوتا مقابل صوت واحد للمغرب (صوته على نفسه)، وهو ما يعني أوتوماتيكيا فقدان المغرب لمنصبه كنائب لرئيس الجامعة الدولية للسباحة، إلى جانب فقدانه لمناصب متعددة في اللجان التقنية الدولية.. وكل ذلك بسبب التصرف الأرعن والطيش الكبير في تعيين المكتب الجامعي المغربي - ودون استشارة الأندية الوطنية - لنائب رئيسه المعتقل كمرشح لهذا المنصب الدولي الهام وهو النكرة في عالم الرياضة المجهول الذي لا يكاد يعرفه أحد. وللاشارة فقد سبق ل 18 ناديا من بين 30 المنضوية بالجامعة أن تقدمت شهر ماي 2011 بعريضة موقعة تلفت انتباه رئيس الجامعة إلى الوضعية المزرية والتراجع الكبير للسباحة الوطنية، وتطالبه حينها بالتغيير أو الرحيل، عريضة جديدة تقدمت بها الأندية شهر ماي 2012، لكن هذه المرة إلى وزارة الشباب والرياضة قصد عقد جمع عام استثنائي والتدخل العاجل لوضع حد للنزيف المستمر والوضعية الكارثية في التسيير الاداري والمالي لجامعة السباحة. وطبيعي ألا يروق ذلك من خلفوا الرئيس المعتقل، فعمدوا إلى إصدار بلاغ باسم المكتب الجامعي، لا يحمل أي رقم تسلسلي ولا أسماء من حضروا الاجتماع، بل ولم يبعثوا به إلى الأندية المنضوية تحت لواء الجامعة، كيف ولم يسبق لهم أصلا فعل ذلك، ولم يسبق للأندية أن توصلت بأي بلاغ أو تقرير عن اجتماعات هذا المكتب إن كانت له اجتماعات فعلا، وهو الأمر الذي يخالف بوضوح القانون الأساسي للجامعة، الذي تنص المادة 17 منه على أن "مداولات اجتماع المكتب الجامعي تسجل وتحفظ في تقرير يوقعه الرئيس والكاتب العام، دون ترك أي بياض أو مسافات أو تشطيب، ويتم إرسال نسخ منه بانتظام لأعضاء المكتب الجامعي ورؤساء الأندية المنضوية بالجامعة". إن ما وصلت إليه السباحة المغربية من إفلاس لم يبق بعده من إفلاس، ومهزلة هي أم المهازل، فعدد الأندية المنضوية غير محدد وغير معلوم، ورخص الممارسين والمدربين غير متوفرة وغير مسلمة لأصحابها، والتحكيم تزوير وتلفيق، والبطولات برودة ويأس وانحطاط، والأرقام والمنجزات الغائب الأكبر، والتواصل والاتصال في خبر كان، والبرمجة والحكامة ودعتا الميدان منذ زمان... فهل تتدخل وزارة الشباب والرياضة لوقف النزيف، وعقد جمع عام استثنائي توضع فيه النقط على الحروف، ويعود القطار إلى سكته، والمجداف إلى دفته؟