المسائية العربية تتكرر محنة سكان ايت اورير مع الماء الصالح للشرب في كل صيف .فبالإضافة إلى ارتفاع نسبة الملوحة فيه بحيث لا يستسيغ المرء وضع جرعة منه في فمه ولو من اجل المضمضة ، دون أن يثير لديه الاحساس بالغثيان تعاني أغلب الدور السكنية من انقطاعه الكلي ، أو الجزئي طيلة فترات النهار .أما الطوابق العلوية من الدور السكنية ، فلا بد لها من الانتظار إلى ساعات متأخرة من الليل ، للتزود من هذه المادة الحيوية . وبالرغم من عشرات الوفود التي تزدحم بها باحة الباشوية ،والمكتب المسؤول عن فطاع الماء الصالح للشرب محليا ، محتجة ومنددة منذ سنوات تمتد لأكثر من عقدين من الزمان ،فقد ظل الوضع على ما هو عليه ، بل ازداد سوء في العامين الأخيرين ، بعد الانفجار الذي عرفته المنطقة على مستوى الكثافة السكانية .وعرفت واجهة بناية البلدية أكثر من حركة احتجاجية في نفس الموضوع .غير أن المسؤولين عن الشأن المحلي يتجاهلون هؤلاء المحتجين !!! وتعبيرا من الساكنة عن سخطها الشديد من تردي أوضاع المدينة على مستوى التزود بالماء الصالح للشرب ،أنجز عشرات الشبان من مختلف الأحياء ، يوم الجمعة الماضي وقفة احتجاجية أمام بناية البلدية ،ورددوا فيها شعارات تختزل معاناة الساكنة مع معضلة الماء الصالح للشرب .وقد اكتفى المسؤولون ، كعادتهم هنا ،برصد قامات المحتجين وتدوين اسمائهم ،وتسجيل شعاراتهم ، وإحصاء أعدادهم ...ولما انصرف المحتجون ،غادر المسؤولون !!! والذي يقرا العدد 53 من جريدة جهوية لشهري يوليوز وغشت 2012 تم توزيعها مجانا على نطاق واسع ،داخل المكاتب الإدارية لبلدية أيت أورير ،ووضعت منها أعداد في أحد مكاتب الباشوية ، سيجد فيها " مقالا "بدون توقيع ،رصد فيه صاحبه عشرات المنجزات بمئات الملايين من السنتيمات ، وبشر بعشرات المشاريع في طور الدراسة .وتبدو من خلالها أيت أورير فردوسا لابد أن يحسدنا عليه سكان ستوكهولم . والحقيقة الوحيدة في ذلك المقال هي قول صاحبه :مشروع الماء الصالح للشرب ...وقد صدق ، لأن الماء الصالح للشرب مجرد مشروع قد يتحقق يوما ما .