تستمر معاناة سكان «أيت أورير»، التي تبعد عن مدينة مراكش بحوالي 32 كيلومترا، مع العطش الناتج عن قلة الماء الشروب وانقطاعه لساعات طويلة عن منازل السكان، منذ الصيف الماضي وارتفاع نسبة الملوحة فيه. وتعرف المدينة أزمة خانقة في التزود بالماء الشروب، بسبب الانقطاعات التي تدوم في الكثير من الأوقات لمدة إحدى عشر ساعة، أو بسبب ارتفاع نسبة الملوحة في المياه التي تصل إلى منازل السكان، مما يجعل شُرب هذه المياه مستحيلا. وأشار أحد أبناء مدينة أيت أورير إلى أن الحال تفاقم أكثر مع توالي الشهور ويستوجب تدخلا عاجلا لحله. وتشتد معاناة قاطني الطوابق العليا مقارنة بغيرهم، حيث لا تصل إلى منازلهم إلا كميات قليلة جدا من الماء وخلال فترات «نادرة جدا»، وفي غالب الأحيان، لا تصعد حتى هذه الكمية من الماء إلى الطوابق العليا التي يقطنونها، مما يجعل حصولهم على قليل من الماء بمثابة «سابع المستحيلات»، الذي يتحول إلى خطر يهدد سلامة السكان. وتقوم هذه الأسر، من أجل توفير حاجياتها من الماء، بتسخير جميع أفراد الأسرة من أجل جلب الماء من مكان بعيد، وهو ما يؤثر على نظام حياتها ككل. وفي السياق نفسه، أصدرت الكتابة المحلية لحزب «العدالة والتنمية» بيانا وصفت فيه أزمة المياه في مدينة أيت أورير ب»الخانقة»، وأضاف فرع حزب «المصباح» في مدينة أيت أورير، في بيان له أصدره بالمناسبة، توصلت «المساء» بنسخة منه، أن هذه الأزمة المائية «فاقت مثيلاتها في السنوات الماضية». ودعت الكتابة المحلية للحزب الإدارة الوصية في أيت أورير إلى تدخل العاجل للتخفيف من معاناة السكان من مشكل الماء، كما حث البيان المجلس البلدي للمدينة على الانكباب على هذه المعضلة، لإيجاد صيغة توافقية بين ازدياد عدد السكان والقدرة على تلبية حاجياتهم من هذه المادة الحيوية. من جهة أخرى، نبه البيان إلى تدهور الوضع الأمني في المدينة، حيت تكررت حالات السطو على المنازل، التي تتفاقم أكثر في العطل. كما تسببت العصابات في المنطقة، باعتراضها سبيل المارة، في حالة من الذعر وسط مواطني المدينة، وأرجع البيان ذلك إلى ما اعتبره «انفلات أمنيا» في المجال الحضري وفي المناطق المجاورة. وذكر الفرع الحزبي بالمسيرة التي خاضها السكان، منذ خمس سنوات، احتجاجا على «مثل هذا الانفلات الأمني».