صدر بإحدى الجرائد الوطنية المغربية الصادرة من مدينة مراكش، مؤخرا تنبيه تتبرأ فيه هذه الجريدة من أشخاص لا تربطهم بها أية علاقة، فينطقون باسمها ويتسولون بباب المؤسسات العمومية والخصوصية بذريعة كونهم مراسلين لها ، والحال أن هذه الجريدة ليست وحدها من تعاني من انتحال صفة وتشويه مسارها ، بل أصبحت مدينة مراكش تعج بوجوه وجدت ضالتها في المؤتمرات والندوات، في غياب موقف صارم من النقابة الوطنية للصحافة المغربية ومن السلطات المحلية اللذان اتخذا موقف المتفرج الولهان، وتركوا الجمل بما حمل. وتجدر الاشارة إلى أن كل مراسل صحفي يتقاضى أجرا عن خدماته الإعلامية مع جريدته التي تعتمده، ولا يحق له أن يمد يده إلى غيره باسم الصحافة، لكن هناك عدد هائل من المرتزقة الصحافيين الذين تسلطوا على هذا الجسم الإعلامي بوطننا ، فاعتقدوا أن ربطة عنق، أو آلة تصوير ، أو محفظة جلدية كفيلة بأن تحلق بهم إلى فضاء الصحافة و إشباع رغباتهم المالية تحت غطائها ، علما ان الصحافة بريئة منهم براءة الذئب من دم يوسف . لقد حان الوقت، وآن الآوان بكل صراحة وصدق للالتفات إلى هذا الجسم الإعلامي الذي ابتلي بأشخاص غرباء عنه ، تراهم في الملتقيات والندوات والمؤتمرات يتهافتون على أخذ المحفظات والملفات الجلدية وموائد الطعام و غيرها ، وهم لايفقهون شيئا لا في الكتابة أو التصوير ، بل يجهلون تمام الجهل حتى الأجناس الصحفية ولا يتعاملون مع أية وسيلة إعلامية مهما كانت سواء مسموعة أو مكتوبة أو إلكترونية ومع ذلك يحشرون أنفسهم في عالم ليسوا مؤهلين له . إنه الارتزاق الصحفي ، بل التسول الصحفي الشيء الذي يجعل الصحافيين الشرفاء يضعون أيديهم على قلوبهم حيرة وحسرة وترقب، بل اختار بعضهم تجنب الحضور إلى الكثير من ملتقيات احتجاجا على هذا الوضع الموبوء الذي تجاوز حدود المعقول وأصبح يضر بسمعة الصحافة والصحفيين. ومن تم اصبح لزاما على الجهات الوصية التدخل من اجل الحد من التسيب، وعلى النقابة الوطنية للصحافة المغربية ان تتحمل مسؤولياتها في ما آل إليه القطاع الصحفي بمراكش، ,ان تعمل على فضح المتسلطين والمتسولين و...حماية رسالة الصحافة التي ترتكز على خمس مرتكزات وهي : 1. الإيمان. 2. الاستقلاليّة. 3. الصدق. 4. الموضوعيّة. 5. النزاهة. وختاما فالصحافة اولا وأخيرا هي مهنة شريفة وليست مهنة من لا مهنة له، كما انها أخلاق اساسها المهنية والمصداقية، ولا مكان لكل من يدعي كونه صحافيا بلا حياء ولا حشمة ولا خجل وهؤلاء عددهم كثير وعريض ، يتجولون ويصولون فمن يخلص الجسم الصحافي من هؤلاء ؟ انه سؤال مطروح على ذوي الاختصاص.. ...