لم أشعر أبدا أنني غريب عن الموسيقى المغربية إنه حلم كبير حققته ، و أنا فخور به . هكذا تحدث المؤلف الموسيقي و المغني كارلوس غونيي عن ألبومه الجديد " أركان " في الندوة الصحفية التي عقدها معه معهد سرفانتس بمراكش مساء الأربعاء 23 مارس بمناسبة صدور هذا العمل الفني الذي اختار أن يكون فيدو كليب أغنيته الأولى مصورا بساحة جامع الفنا . و أضاف غونيي الذي كان يتحدث أمام وسائل الإعلام بحضور الموسيقيين المغاربة الذين ساهموا معه في عمله الجديد أن ألبوم " أركان " ثمرة من ثمرات حبه للمغرب و احترامه لثقافته ." فعندما زرت المغرب قبل أربع سنوات يقول الفنان الإسباني صرح لي أحد بائعي الزرابي بمراكش إنه إذا لم يكن المغاربة و الإسبان إخوة فهم أولاد عم .. و أنا أظن أننا لسنا متباعدين على المستوى الثقافي . فالجوار الجغرافي الذي يجمع ما بين البلدين يتأسس في عمقه التاريخي على تفاعل إيجابي بين الثقافتين و عمل مشترك بينهما لصالح مستقبل الإنسانية .. و لهذا السبب فعندما تعاملت مع الموسيقى المغربية في عملي الجديد لم أشعر أبدا أنني كنت غريبا عنها .." و استطرد قائلا " أعتقد أن المشكل ليس عند المغاربة فلهم رؤية منفتحة على الآخر و رغبة في التعرف على ثقافته ، و إنما المشكل لدى الإسبان الذين لا ينظرون إلى ثقافات أخرى .." و عبر كارلوس غونيي عن شغفه بالموسيقى العربية و المغربية ، مؤكدا أنه قضى أربع سنوات في الإعداد لهذا المشروع الفني الذي يقوم على المزج بين موسيقى الروك و الموسيقى المغربية . حيث اكتشف أن هناك تشابها قويا مابين البلوز و الموسيقى المغربية سواء على مستوى الألحان أو الآلات ، و هو ماشكل مستندا فنيا لديه في المزج بين الاثنين . و قال أيضا أنه عندما كان يكتب كلمات أغاني ألبومه الجديد كان يستلهم كل مكونات مراكش كفضاء من ألوان و ضوء و روائح .. و عن تجربته مع الموسيقيين المغاربة الذين ساهموا معه في إنجاز ألبوم " أركان " و كذا المغني الشاب أمين حادك الذي أدى معه بعض الأغاني ، أكد كارلوس غونيي أنه من لقائه الأول بهم جزم أنه سيسجل عمله الفني معهم ، و أنهم موسيقيين كبار ينجزون موسيقى عالمية بلغة مغربية . و قال إن اختياره تسمية ألبومه الجديد بأركان نابع من إعجابه بهذه الشجرة النادرة التي تخص المغرب . أما عن اختياره ساحة جامع الفنا كفضاء لتصوير فيديو كليب إحدى أغاني الألبوم فذلك يرجع إلى قيمتها الإنسانية و الثقافية . " فعندما زرت مراكش لأول مرة يقول غونيي رأيت ساحة جامع الفنا فوجدت أن العالم بكامله يجتمع فيها . .. إنني أحيي كل الحكواتيين و الموسيقيين الذين يصنعون تفاصيل حياتها اليومية . إنها عالم فاتن و جميل يصون الأروع في التجربة الإنسانية ." و تحدث غونيي للصحافة عن حيثيات أخرى تهم عمله الفني الجديد و عن صيغة اشتغاله مع الموسيقيين المغاربة و مدى معرفته بالثقافة المغربية . و قال أنه يؤمن بالكيمياء و أن هناك أمور ينبغي أن تحدث و منها لقاءه بهؤلاء الفنانين . و أن العمل بصحبتهم كان مريحا لأنه كان نابعا من القلب. و تحدث المطرب المغربي الشاب أمين حادك عن هذه التجربة واصفا إياها بالمذهلة و المهمة ، مؤكدا أن كارلوس غونيي لم يمهله كثيرا من الوقت للتدرب على الألحان مركزا على إعداده المعنوي و الذهني . و هو نفس ما أشار إليه الموسيقيون الآخرون كجلال علولي العازف على الكمان و نور الدين مجراوي عازف إيقاع و المعلم الكناوي محمد زهدي و زميله في نفس الصنف طارق حميدي . و كلهم يتوفرون على رصيد فني محترم حيث عزفوا إلى جانب فنانين كبار ككرلوس سونتانا و جيبسي كينغ .. ويشكل ألبوم أركان مغامرة موسيقية جديدة في مسار الفنان الإسباني كارلوس غونيي تدمج أشكال موسيقية مختلفة من التراث العالمي مع استدعاء خاص للموسيقى المغربية . و اعتمد كارلوس غونيي في عمله هذا على مجموعة موسيقية مغربية فيما اختار فضاء جامع الفنا الأسطوري لتصوير فيديو كليب الأغنية الأولى في الألبوم . ولد كارلوس غونيي سنة 1961 بحي لاس بنتاس بمدريد قبل أن يتركها و هو في سن السادسة رفقة عائلته في اتجاه كامبليو أليكانتي .و مارس لعبة كرة اليد مع فريق أغوسطينوس أليكانتي لكنه بفعل إصابة في اليد اضطر إلى ترك الفريق ليبدأ مغامرة أخرى هذه المرة في عالم الموسيقى . حيث كان عضوا في عدة فرق فنية و أنتج معها العشرات من الألبومات إلى غاية سنة 1989 حيث أسس بمعية رفائيل بيكو مجموعة روفولفير . و يعتبر كارلوس غونييه اليوم من كبار الفنانين الموسيقيين بإسبانيا .