حاورها – حفيظ ابوسلامة - 1997 أصدرت أول شريط لها بعنوان «حلم» . - 1991 تخرجة من المعهد العالي للتنشيط المسرحي والثقافي . - 2007 تم اختيارها كأول امرأة عربية مبدعة. - 2008 نالت "جائزة الفارابي للموسيقى العتيقة. سميرة القادري فنانة متفردة في مجال الموسيقى الغنائية التزامها وارتباطها عميق بمبدأ التقاسم بلغة الموسيقى الكونية. تغني: بالعربية قطعا موسيقية عربية-أندلس و باللادينو قصائد شعبية و روائية سفاردية وبالإسبانية العتيقة قصائد الكانتيغا وبلغة OC أغاني الشعراء الجوالين. فنانة غنائية وممثلة وباحثة في علم الموسيقى تم اختيارها كأول امرأة عربية من طرف الجماعة الأوروبية لمناصرة النساء للفوز بجائزة "المرأة المبدعة 2007 " درست الصولفيج والعزف على البيانو على يد المؤلف الموسيقي مصطفى عائشة بالمعهد الوطني للموسيقى والرقص بتطوان. وتتلمذت على الفنانة المغنية صفية التجاني أول امرأة سوبرانو بالمغرب. * كيف كانت بدايتك الفنية ؟ فالبداية كانت جد صعبة لعدة أسباب وانطلاقتي الحقيقية بدأت سنة 1995 ولكن كانت بطيئة جدا نظرا للاختيار الصعب الذي سلكته ، وكان الحظ الكبير الذي سيحالفني بالمعهد العالي للتنشيط المسرحي والثقافي بالرباط هو لقائي مع أول مغنية للأوبرا بالمغرب المرحومة صفية التجاني وهي من لمست في عدة أشياء لا من حيث الصوت ولا من حيث الميول ثم درست الصولفيج والعزف على البيانو على يد المؤلف الموسيقي مصطفى عائشة بالمعهد الوطني للموسيقى والرقص بتطوان. وتتلمذت على الفنانة المغنية صفية التجاني أول امرأة سوبرانو بالمغرب. * درست المسرح والتنشيط الثقافي فكيف تحولت الى الغناء ؟ لم تكن لدي الفكرة أبدا أن أكون مغنية رغم كون الغناء كان حاضرا في طفولتي وكنت أرى نفسي مغنية ممثلة فوق الخشبة وكنت دائما ابحث عن التميز وأعجبت كثير خلال دراستي بمدرسة الرحابنة التي تتميز بتوظيف الموسيقى والأغنية في شكل فرجوي ، وبعدها سأصطدم بالواقع لأن ما يدرس بالمعهد ليس هو ما يمارس في الساحة فكان اختياري أن أزاوج بين المسرح والغناء . * كيف تقييمين مسارك الفني والموسيقي الدي انطلق سنة 1995 أن انطلاقتي بدأت مند 1995 ورغم كونها كانت بطيئة جدا نظرا للاختيار الصعب الذي سلكته . فإن اغلب عروضي الفنية موجهة لجمهور منتج وليس جمهور بسيط مستهلك لما هو سهل ومتبدل فالبداية كانت جد صعبة لعدة أسباب تحول دون الانتشار . فتجربة الليد بقيت حبيسة النخبة . فكل العروض التي قدمتها على قلتها تركت انطباع جيدا لدى جمهور خاص يتذوق الكلمة المنسابة في تجربة التأليف الموسيقي. فكان لي كل الحظ أن التقي بالمؤلف مصطفى الرحماني لأومن بمشروعه الفني و أكون أول مغنية السوبرانو التي أبدعت في أداء ريبرطواره العربي و في أداء قصائد الليريكية لخيرة من الشعراء . * كثير ما نسمع انك مغنية سورانو فما معنى سوبرانو ؟ نعم أنا مغنية سوبرانو والسوبرانو هو تشكيل الطبقة الصوتية و الفرق بين المغنية بالفطرة والمغنية المطربة وتتميز أغنية السوبرانو بطبقات صوتية عالية ويمتاز بهذه الخاصية جميع الأطفال الصغار وكذا بعض النساء .
* تتحدثين كثيرا عن مصطفى عائشة وصفية التجاني لماذا ؟ إنهم عمالقة الغناء الأوبرالي ولاعبوا دورا كبيرا في تغيير مساري الفني ولولا مساعدتهم لي ما كنت اليوم أنا مغنية أوبرا والمرحومة صفية التجاني هي أول مغنية سوبرانو بالمغرب وهي من شجعتني ونسجت لي علاقات كبيرة بالمعهد وكانت دائما تحث أن أكون في الصفوف الأولى لمغنيات السوبرانو وبعد ذلك هي من أشرفت بنفسها على دراستي بشكل منفرد وبمنزلها .
* و المؤلف مصطفى عائشة ؟ التقيت بالمرحوم أول مرة بمعهد الفنون الجميلة بتطوان وحينها علمت انه مؤلف موسيقي والمرحوم كرس كل آلياته وأدواته الأكاديمية في الجواب عن السؤال الذي حير واستفز الملحنين الشرقيين ( هل يمكن للكلمة العربية بإيقاعاتها الشعرية أن تصاغ في قوالب عالمية ؟لقد قضينا أزيد من 15 سنة من العمل والتعاون والمغرب افتقد هذا المؤلف ولا احد يتكلم عنه لقد عاش غربة وتغريبا في نفس الوقت رحمه الله . * لماذا اخترت الغناء الكلاسيكي الأوبرالي رغم كونه لا يحظى بشعبية واسعة ؟ أنا واعية كل الوعي بأني سلكت طريقا شاقا وصعبا في مجال موسيقي نخبوي، فاختياري مراميه وغايته ثقافية وجمالية خالصة تقوم على تقنيات موسيقية غاية في التعقيد مثل توظيف أساليب هرمونية و كونترابرانية في المصاحبة على البيانو، فأنا حريصة على تأسيس تقليد جديد بإيصال هذه الموسيقى إلى الوطن العربي، بروح قومية تنبعث منها نفحات شرقية افريقية بربرية ارو متوسطية، علما بأننا نجد مع ذلك من يرفض هذا اللون، ويعتبر العمل السمفوني أو الاوبرالي عملا غربيا مستوردا. و أنا لا ابحث عن الشعبية الواسعة المجانية، بقدر ما ابحث عن جمهور ذواق وتواق لكل جيد وجاد، عن جمهور يساهم في تكوين ثقافة إنسانية كونية. * يلاحظ أن أغانيك تطغى عليها لغات متعددة لماذا ؟ الربيتوار الذي أغنيه هو مزج روحي فني لثلاث تقاليد عريقة أندلسية .شارك فيها مسلمون ويهود ومسيحيين . بالرغم من انتماءاتهم العرقية أو الدينية أسسوا لثقافة واحدة . فسواء غنيت بالقشتالية الجليفية القديمة أو بلادينو أو بالعربي أو بلغة OC التروبادورية فالخطاب واحد . نحن كمغاربة وريثين لهدا الفن العريق .نظرا للقرب الجغرافي. لقد ة ساهم فيه أجدادنا بشكل واضح . بالرغم من كل المحاولات من اجل طمس هويتنا فلا يمكن للتاريخ أن يغيب الدور الذي لعبه المسلمون العرب في نقل أوروبا من الظلمات إلى النور فالتلوين اللغوي بالرغم من ما يضفيه من جمالية فهو يكشف لنا عن حقائق مغيبة في تاريخ أوروبا . * لماذا تعتمدين في أعمالك الفنية على موسيقى مستوحاة من التراث المغربي والأندلسي والتركي واليوناني والاسباني ؟ ما أقوم به في مشروعي الفني هو عصارة مرحلة تاريخية تعايش فيها اليهود والمسيحيون والمسلمون. فالقطع التي أغنيها متواجدة في البحر الأبيض المتوسط . خرجت من الجزيرة الابيرية لتطبع بألوان البلد الذي احتضنها . أصلها واحد أندلسي بهويات مختلفة . وهدا ما يجعل أحيانا المتلقي يظن إنني اغني باليونانية أو بالتركية أو بالعبيرية . فالعمل مزج روحي لتقاليد قرسطوية أندلسية محضة . * ألا تعتقدين انك تغامرين في وقت تتقدم فيه تقاليد الموسيقى الكلاسيكية ؟ أنا لا أغامر وأنا واعية كل الوعي أن الغناء الكلاسيكي الاوبرالي بالمغرب لديه جمهوره النخبوي وبكل بساطة هذا راجع التربية والغناء الكلاسيكي لا يدغدغ المشاعر ولكنه يخاطب الروح والوجدان لكي يوصل رسائل إلى الناس ، وأنا دائما أتسأل إلى أي مدى يمكن أن نقول أن الموسيقى الأندلسية لعبت دورا في تحسين الموسيقى الغربية والغربيون في الضفة الأخرى لا يقبلون بهذا المنطق وأنا فخورة بمشاركاتي المتعددة في العديد من الملتقيات الدولية والتي أخاطب من خلالها الآخرين بصوت عالي وأقول لهم أننا أسياد . بل يزيد عنادي أكثر لأقول بصوت عالي أن للموسيقى الأندلسية فضل في تكوين بناء الموسيقى الأوربية . فمن النوبة إلى المادرجال ثم إلى الاوبيرا وهدا ما لايقبل به جيراننا الأوربيين.
* هل هذا يعني انك تحاولين إحياء التراث الأندلسي الإسلامي الذي تعرض لإبادة من طرف المسيحيين الاسبان ألا تواجهين معارضة من جانب الجيران الشمالين ؟ ونحن نعلم جيدا الجرائم البشعة والتصفيات العرقية التي اقترفت في حق المورسكيين . من البديهي أن جيراننا الشماليين لن يقبلون بنا كعرب نعيد قراءة تاريخنا الأندلسي الإسلامي لقد فبحت في أغاني الكانتيغا التي وجدتها اكتر قربا من الموسيقى الأندلسية المغربية التي لم تتأثر بالموسيقى التركية فالمعارضة كانت قوية من قبل بعض الباحثين الدين ينفون اى اثر عربي إسلامي في الموسيقى الاسبانية . فلا يقبلون بالطريقة التي انشد بها أو بتوظيف الآلات العربية الشرقية في عزفها .لم أتردد أثناء العروض خاصة في أوروبا في الكشف عن أن ما أقوم به الآن هو سوى تأصيل لهده الموسيقات التي كانت تعزف على منوال الموسيقى الأندلسية .و بالات عربية شرقية كان مصيرها التنصير . * يقر الكثير من الفنانين سواء الاسبان او المغاربة بافتقار المعاهد الموسيقية الى المصادر والمراجع الفنية فماهي الصعوبات التي تواجهك في ظل هذه الوضعية ؟ للغمار في مشروع فني تقل فيه المصادر والمراجع الكافية . يتطلب مني كباحثة فنانة كل الصبر في الحصول على الوثائق الأصلية المتواجدة في أماكن غير مفتوحة في وجه الجميع . ولكن أحيانا كنت احصل عليها بصفتي فنانة وليس كباحثة. فاستفدت كثيرا من مركز الوثائق الموسيقية بغرناطة ومن الاسكوريال بمدريد كما اطلعت على بعض المخطوطات باسطنبول . ولا نجد أي وثيقة كتبت عن الموسيقى الأندلسية بعد كتاب التيفاشي في نهاية القرن الخامس عشر . ولكن ما وصل إلينا هي روح تلك العصر. * هل لأغانيك امتدادات لأغاني ( التروبادور)المنتشرة بجنوب فرنسا وأغاني (الكانتيغا ) المنتشرة بإسبانيا ؟ إن الربيرطوار الذي اشتغل عليه هو موسيقات منحدرة من الموسيقى الأندلسية . فعندما نذكر التروبادور فالكلمة تعني الطرب يدور فادا القينا لمحة تاريخية سنجد أن الشعراء البروفنسال أمثال كونت كيوم أو آخرين أو بوآتياي فقد تأثروا أولا بشعر الزجل الذي دخل أوروبا لأول مرة مع دخول العرب المسلمين . وهدا كذلك لا يقبل به جيراننا في الشمال، أما بالنسبة للغانتكا فهي دينية بروح عربية . لأنها كتبت على شكل أزجال و موشحات . جمع الفونسو الحكيم العاشر أكثر من 400 قطعة . فطلب في تلحينها موسيقيين عرب ويهود . فجاءت على منوال الموسيقى اللاندلسية ، أما المننينجر المتواجد في ألمانيا وانجلترا فاصله جاء عبر البعثات الأوربية التي كانت تصل إلى قرطبة لتعلم في أول معهد موسيقي في أوروبا أسسه العالم الموسيقي زرياب . * ماهي برامجك ومشاريعك الفنية المقبلة بعد أندلسيات من ضفة إلى أخرى ؟ إن وظائفي تتوزع ما بين زوجة و أم لطفلين و مديرة لدار الثقافة ومن الصعب جدا أن تكون لي مشاريع عديدة الشئ يلزمني اختيارا عقلانيا للإنخراط في مشاريع تشدني إليها بقوة الأفكار التي تطرحها سألعب الدور الأساسي في كوميديا موسيقية بعنوان AZUL مع فنانين فرنسيين من ليون ، ولي مشروع أخر مع المنشد المغربي الحاج بجدوب بمناسبة مرور 400سنة على تهجير المورسكيين . نتقاسم فيها أشعار صوفية كتبت بالألخاميادو وهي بالمناسبة تكريم للأقلية الموريسكية . * يطغى على الغناء الكلاسيكي الاوبرالي مصطلحات معقدة ك" ليريكية" و" ليديرية " و" هارمونية" و" كونترابرانية" فما معاني هذه الكلمات ؟ كل هذه الكلمات عبارة عن رسالة موسيقية سامية راقية موجهة إلى كل من يملك حسا وشعورا معينا وليريكية هي القصيدة المرتبطة بالدراسة الأكاديمية والتي لا يمكن لأي كان أن يدرسها وأما الهارمونية فهي دراسة الصوت أفقيا وعموديا وهي متواجدة حاليا بالمعهد الموسيقي بالمغرب وهرمنة الموسيقى هي إعطاء كل آلة موسيقية دورها الذي ستبرز فيه دون أن تشوش على باقي الآلات الأخرى للحصول على عمل متكامل وأما الكنترابرانية فهي علم الأصوات وكلها تخصصات تعمل على التوافق بين الأصوات والآلات. * تصف الفنانات العربيات على قلتهن في هذاالنوع الغنائي أنفسهن بالمحرومات لماذا ؟ بطبيعة الحال نحن محرومات لأنني وانطلاقا من تجربتي حيث أصدرت خلال سنة 1998 أول البوم غنائي لي من مالي الخاص ، وفي المغرب صعب جدا أن توجه لك الدعوة كمغينة اوبرا وليس هناك فضاءات وتجربتي هاته تتقاسمها معي العديد من فنانات الأوبرا بالعالم العربي وأنا لا توجه لي الدعوة إلينا إلا حينما يريدون أن يؤثثوا بي فضاء ما وفي المغرب نعاني من عدم الاعتراف . * وكيف هو دعم الجهات الوصية على القطاع بالمغرب لهذا النوع الغنائي ؟
ليس هناك جهات وصية عن القطاع بالمغرب وهناك ما هو أصعب من هذا كله فالمحتضن غير موجود وأنا أنجزت 3اشرطة كان أولها كما ذكرت من نفقتي الخاصة والثالث يباع حاليا بجميع الأسواق التي لها علاقة بالفناك إلا بالمغرب ويحمل عنوان " أندلسيات من ضفة أخرى " ووكالة التعاون الدولي الاسباني هي من أشرفت عليه . * غرامية في حدائق الأندلس هو اقتباس من تراث أندلسي كيف تم توظيفه في الموسيقى الكلاسيكية ؟ هو ثمرة الاجتهاد والوضوح ويدور حول التشابه والتطابق بين موسيقى دول البحر الأبيض المتوسط والفكرة الأساسية لهذا العمل هي أنا الموسيقى الأندلسية موسيقى عربية خالصة وعلى الطرف الأخر أن يعترف انه تراث مشترك . * لماذا لا تدرج أغانيك ضمن البرامج التلفزية أو الإذاعية ؟ لا أنكر أن الشريط الثاني ولله الحمد موجود بكل من ميدي 1 وإذاعة طنجة والقناة الثانية دوزيم والحقيقة أن ظهوري قليل وأنا ارغب فيه هكذا و يوميا أتلقى دعوات لكنني لا ألبيها وأغاني القادري موجودة رغم قلتها وهي تداع بشكل كبير في أوروبا وخاصة في ألمانيا وبلجيكا واسبانيا وسويسرا . * ماذا تمثل جائزة الفارابي التي يمنحها المجلس الوطني للموسيقى بالنسبة إليك ؟ كنت سعيدة جدا بهذا التتويج الذي اكتشفت خلاله جمهورا جديدا وراقيا, من أكاديميين ومهتمين و الجائزة, دعم معنوي متميز لكل الفنانين, الذين يؤمنون برسالة الفن, كقاطرة للانفتاح والتعايش مع الشعوب والثقافات الأخرى وتتويجي بجائزة الفارابي, مسؤولية أخرى, تضاف على عاتقي لبذل المزيد من الجهد في سبيل دعم تجربتي الفنية. * شاركت خلال الدورة 15 لمهرجان فاس للموسيقى العريقة بعمل مشترك اسباني يوناني مغربي ايراني كيف استطعت أن توفقي بين كل تجليات هذا العمل ؟ مشاركتي في الدورة الخامسة عشر لمهرجان فاس للموسيقى العريقة كانت عبارة عمل مشترك "إسباني – يوناني ومغربي" بإدارة فنية إيرانية, لأوأدك مرة أخرى انفتاحي على الموسيقى العالمية في مختلف تجلياتها. * انتقدت الكثير من الهيئات والمؤسسات مهرجان أصوات نسائية واعتبرته هدر للمال العام ولا يؤدي أي رسالة ؟ إن المهرجان يراهن هذه السنة, على إعطاء الفرصة الحقيقية للإبداع المحلي والوطني, بهدف تقديم الصورة الحقيقية للمغرب, من خلال إبداعات وأصوات نسائية, قادرة على أن تقول للآخر أن المغرب ليس بلد إرهاب, بل أرض لقاء وحوار. ويروم مهرجان "أصوات النساء" إلى التأكيد عن الحضور الحقيقي للمرأة من خلال الإبداع وتشجيع الروح النسائية الخلاقة.و المهرجان يرمي أيضا إلى نشر رسالة السلام والمساواة والانفتاح والتسامح عبر وضع صلة وصل ثقافية وفنية بين ما هو محلي وما هو عالمي, إلى جانب التركيز على إبراز إمكانيات ومؤهلات المغرب و المهرجان يسعى أن تكون له شخصيته المستقلة. * كيف تصفين الوضع الغنائي العربي ؟ صراحة أنا اعتبر ما يروج حاليا هو بمثابة مؤامرة ممنهجة على الغناء العربي ولم أستبعد أن تكون هناك جهات خارجية وراءها! فالشاشة الغنائية العربية أصبحت اليوم تعيد إنتاج ما يقدم في الغرب وتسخر لذلك آلة إعلامية ضخمة المشاهد العربي أصيب بالشلل والاستسلام التام أمام هذه الموجة، ورضي بدور المتفرج. * وصفت في وقت سابق المطربات العربيات بفنانات الإثارة والعري لماذا ؟ لقد أصبحنا نشاهد اليوم مجموعة من الحسناوات والعارضات لا صلة لهن مطلقا بالفن والغناء و يسخرن كآلات لإفساد الذوق العام وتشجيع الفتيات على الانغماس في هذه الخطيئة.وهؤلاء المغنيات الجديدات يساهمنا في تشويه صورة المرأة العربية ويختزلن دورها في إغراء الرجال . * وكيف تفسرين نجاح هؤلاء المغنيات وتحقيقهن لشهرة واسعة في أوساط الشباب العربي ؟ أن نجاح هؤلاء المغنيات وتحقيقهن لشهرة واسعة في أوساط الشباب العربي يعود إلى كون أغانيهن تشكل متنفسا للهروب من الواقع الخاص والعام للشباب العربي فالأغنية تصور الواقع عبارة عن فضاء هوليودي، ساحر وحالم والحقيقة فهذه «نكسة»جديدة تضاف إلى سلسلة النكسات السياسية العربية.