شاركت السوبرانو, سميرة القادري, أخيرا, في افتتاح حفل "أندلسيات، من ضفة إلى أخرى"، بمناسبة اللقاء الشعري, الإسباني-المغربي, الذي نظم بالجزيرة الخضراء, وشهد حضور نخبة من الشعراء, من بينهم المغربيتان عائشة البصري وفاطمة الزهراء بنيس.وقالت السوبرانو, التي تقوم من خلال أغانيها, برحلة موسيقية عبر البحر الأبيض المتوسط, وتجول العالم بقطع أندلسية، إنها تحاول أن تجعل من صوتها قلما ينبش في الذاكرة, مضيفة في تصريح ل"المغربية", أن "أندلسيات من ضفة إلى أخرى" حدث فني يسعى إلى تسليط الضوء على الأغاني الرائعة, التي تحكي عن مرحلة كان يتعايش فيها المسلمون والمسيحيون واليهود معا في وئام, مشيرة إلى أن الحفل الذي قدمته رفقة مجموعة أرابيسك, يشكل مزيجا من الأغاني الأندلسية، وأغاني السفارديم..) من جذور الحضارة المتوسطية, في زمن كانت الموسيقى لغة القلب والعقل. فجاء هذا الحفل الغنائي تركيبا من مختلف التقاليد الموسيقية, التي بلغ إشعاعها كل الحوض المتوسطي. تقول القادري إن دورة هذه السنة خصصت للقاء الأدب الإسباني المغربي، الذي يتوخى تعزيز الروابط بين الشعبين المغربي والإسباني, من خلال الثقافة، لتكريم المرأة، من خلال برنامج غني ومتنوع, مضيفة أنها شاركت أيضا, في إطار مهرجان "ليالي الشرق" بفرنسا, جيث قدمت ماستركلاس, لفائدة طلبة السلك العالي للغناء بالمعهد الموسيقي بفرنسا. يبدو أن برنامج القادري الفني غني, إذ شاركت أيضا في إلقاء محاضرة, دائما بفرنسا, حول موضوع "أثر الموسيقى الأندلسية في الموسيقات المتوسطية". وكشفت السوبرانو أنها شاركت في حفل افتتاح "ليالي الشرق" في حين اختتمت الحفل, الفلسطينية كاميليا جدران, مشيرة إلى أن العرض كان من أقوى لحظات المهرجان. تهيئ سميرة ومجموعة أرابيسك عملا مشتركا, رفقة أوركسترا الفلارمونية بفرنسا, وسيعد الحدث, حسب القادري لقاء بين الشرق والغرب, خصوصا أن قائد الأوركسترا فييري ويبير, اشتغل لمدة سنتين رفقة الفرقة الفلارمونية بالرباط, ما سيضفي على العرض جمالية أكثر. وأبرزت الفنانة أن العمل المشترك سيحتفي بالموسيقى الروحية للديانات الثلاث, يوم 17 شتنبر 2010, مؤكدة أن لديها مشروعا فنيا آخر بإسبانيا, بمناسبة مرور 400 سنة على تهجير الموريسكيين, حيث ستقدم عرضين موسيقيين في فبراير ومارس المقبلين. يظل برنامج السوبرانو الموسيقي حافلا بالمواعيد الفنية, بحيث إن سميرة القادري بصدد إنجاز شريط "ميلوف", ستسجله بباريس في يوليوز المقبل, كما ستقدم عرض فنيا بالرباط, في إطار مهرجان القراءة, الذي سيكرم عبد الجبار السحيمي, يوم 31 دجنبر الجاري, علاوة على مشاركتها في نشاط تنظمه جمعية "الإشعاع النسائي", يوم 25 دجنبر الجاري بفاس. وكشفت القادري أنه, عندما حصلت على جائزة اليونسكو 2008, اكتشفت أن الجمهور المغربي ذواق, ومن نوع خاص, مؤكدة أن الجمهور يتفاعل كثيرا مع أدائها ولونها الغنائي, ومبرزة أنها تحب الجماهير, التي تبحث عن التراث وتتجاوب مع أغانيها, عكس الجماهير الجامدة, ومشيرة إلى أن كل عروضها تعتمد على البحث, فهي لا تغني من أجل الغناء, بل تبحث المرحلة التاريخية, وعلاقتها بالأغنية التي ستقدم. تتحدث سميرة القادري عن بدايتها الفنية, بحيث توضح أن في بدايتها الفنية, واجهتها مشاكل وصعوبات, لكن حاليا تجد نفسها محظوظة, بفضل تأسيس فرقة أرابيسك سنة 2005, التي تعتمد داخل الفرقة على التفسير والشرح للجمهور, وتأطير الحضور, من خلال تقديم فكرة حول اللون الموسيقي الذي ستقدمه, جاعلة كل من يحضر حفلاتها يبحث في التراث. تحتل القادري مكانة متميزة في عالم الموسيقى الغنائية, سواء بمزاياها الفنية أو بالتزاماتها العميقة لفائدة مشاطرة الموسيقى, باعتبارها لغة عالمية. كما أن هذه السوبرانو تعد بموهبتها الرفيعة وملكاتها الفنية العالية رمزا للمتوسط, الذي يجمع بين رجال ونساء وثقافات مختلفة عديدة. تخرجت سميرة القادري من المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط - قسم المسرح. وترأس حاليا (جمعية المبادلات الثقافية بالمتوسط)، وهي مديرة المهرجان الدولي أصوات النساء, بتطوان. تعد المرأة العربية الأولى التي انتخبت المرأة المبدعة 2007 من اللوبي الأوروبي للنساء. وفي دجنبر 2008، سلمتها اللجنة الوطنية للموسيقى بالمغرب "جائزة الفارابي للموسيقى العريقة", التي يمنحها المجلس الدولي للموسيقى باليونسكو, احتفاء باليوم العالمي للموسيقى، وتقديرا لجهودها في تطوير الموسيقى التراثية العربية.