إن الإقدام على إصدار مجلة خاصة بالعلوم السياسية بالمغرب اليوم، لا ينبع فقط من الرغبة في تقسيم المهام بين الباحثين الجامعيين من مختلف التخصصات، ولا من الرغبة في تحديد قطاع نفترض أنه من حقنا، ولا من الرغبة في توزيع رسمي للعمل بين المؤسسات الجامعية الباحثة عن مجالات مازالت عذراء ترى إمكانية الخوض فيها. إن هذا الإصدار يشكل، فضلا عن كونه عنصرا من عناصر البرنامج الجاري للجمعية المغربية للعلم السياسة، مطلبا كبيرا للحقل الثقافي المغربي الحالي .يبدو لنا أمرا طبيعيا أن تنهض هذه الجمعية، التي تحظى باعتراف المجتمع العلمي الوطني والدولي كمؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني، بمهمة إنتاج المعارف في الحقل السياسي، ونشرها على أوسع نطاق بالمجتمع، بعيدا عن كل توجه أكاديميلضيق، أو المعرفة القابعة خلف الأبواب المغلقة، هادفة إلى تحقيق ما تسميه بعض تيارات السوسيولوجيا بأمريكا الشمالية » السوسيولوجيا العمومية « (مايكل بوروي(، ولكن مع الحفاظ على الصرامة العلمية والهيبة العلمية التي تطبع العلوم السياسية. إن إصدار » مجلة مغربية لعلوم السياسة « يعتبر كذلك تلبية لحاجات الباحثين الذين كثر عددهم في هذا الميدان، ما فتئ عدد النصوص والمؤلفات التي ينتجون يتزايد. وبدون منشور مثل هذه المجلة، فستعوزنا آلية لجمع كل هذا الإنتاج والاستفادة منه أكبر استفادة. آلية تسمح بنقاش علمي رصين حول كل الأبحاث التي يتم إنجازها في هذا المجال، ويعطيها انسجاما أكبر ويخضعها للنقد. كما ستكون هذه المجلة آلية لمواكبة النقاشات الدائرة حول قضايا مختلفة أخرى. إن تزايد عدد الباحثين المتخصصين في العلوم السياسية، أو عدد الذين يهتمون بالشأن السياسي بالبلاد بشكل موضوعي، وتنوع المواضيع السياسية