حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي الكتابة الإقليمية بالرباط بشكل غير متوقع، وبما يشبه الصدمة، ورد خبر وفاة أحد أعمدة الفكر النقدي، وأحد المناهضين الشرسين للاستبداد والتسلط ، الدكتور نصر حامد أبو زيد يوم 5 يوليوز 2010 في ظروف يكتنفها الغموض... إن رحيل نصر حامد أبو زيد؛ خسارة فادحة، ليس فقط لمصر والعالم العربي وإنما أيضا لكل الأمم التي ترزح تحت نير الطغيان والغطرسة، التواقة إلى التحرر والانعتاق.. فعلى امتداد سنوات عمره (67 سنة) كان الفقيد يكشف بحفرياته وهو مسلح بمناهج علمية خلاقة عن القواعد السفلى للذهنيات وآليات التفكير للفكر التقليداني الاستئصالي العتيق بلبوساته المختلفة حتى تلك التي تتخفى تحت قناع الثورية والحداثة المصطنعة، متحملا في سبيل ذلك ضريبة المنع والحصار ورفع التقارير " العلمية " المزيفة - التقرير الشهير لعبد الصبور شاهين - وفتاوى التكفير والتطليق من شريكة حياته وفصله عن العمل وتشويه السمعة وأخيرا وليس آخرا، المنفى والهجرة الموجعة ... وبصلابة المفكرين الشجعان، لم يفتت من عضده كل التحديات والمعارك، واصل نصر حامد أبو زيد مشواره النقدي دون تخاذل ولا تراجع، ودون أن يتسرب إليه لحظة واحدة الوهن، مكافحا نبيلا حرا وأبيا حتى آخر رمق، مثريا بذلك المكتبة العربية بمصنفاته ونصوصه القيمة.. إن الكتابة الإقليمية وبتواضع جم، وهي تقف بإجلال أمام هذه الروح الطاهرة وتقدم تعازيها الحارة إلى زوجته الدكتورة ابتهال يونس وإلى الشعب المصري ولكل أحرار هذا الوطن تعتبر غيابه تغييبا قسريا لم تنجلي بعد ملابساته ... وهو غياب للجسد فقط ..أما فكره والقيم التي ضحى من أجلها ستبقى نبراسا للكفاح ضد نظم الاستبداد.