المسائية العربية : تحت المجهر حاصرتنا في جريدة المسائية العربية اخبار السرقات التي همت بعض المؤسسات العمومية ، وتلك التي استهدفت المواطنين والمواطنات في كل نقطة بمراكش، حيث تبخرت كلمة النقطة السوداء التي كانت تطلق على الأماكن التي تشهد نسبة مرتفعة من الجرائم والانحرافات، أمام الكم الهائل من حوادث النصب والاحتيال والسرقة والقتل وترويج المخدرات,,,,وسيل الشكايات التي ترد على الدوائر الأمنية والجهات المسؤولة ضد مجهول، دون أن يكتب لها الوصول إلى الفاعل أو الفاعلين الحقيقيين، وبذلك تحولت تلك النقطة الصغيرة السوداء إلى سيل جارف يصعب الحد من خطورته أو مجاراته، بعد أن فاض الكأس على أصحابه، واكتسح الفيض مساحات شاسعة بل كل شبر في المدينة أمسى مستهدفا، كل يوم سرقة... جريمة قتل،... اغتصاب أ وهتك عرض، عنف ضد الأطفال، الخادمات، ضد الأصول ...وبالمقابل عمليات أمنية متواصلة لتضييق الخناق عن مرتكبي تلك الأفعال، والنتيجة اعتقالات بالجملة، محاكمات يومية، ونداءات متكررة مطالبة بتكريس حقوق الانسان والعدالة. صرنا في زمننا هذا كمن يحلم بالهجرة إلى الفردوس الأوربي عبر قوارب الموت ، فيكتشف إن نجا من الغول الأطلسي أن تلك الجنة المنشودة مجرد سراب أو خدعة سينمائية، صرنا كمن يدور داخل دوامة لا قرار لها، فكلما ألقي القبض على شخص، انضاف إلى عالم الانحراف والجريمة أضعاف العدد ، لدرجة لم تعد القدرة الإيوائية للسجون قادرة عن استيعاب الاعداد المتزايدة الوافدة عليها، والميزانية المخصصة لها لم تعد بدورها كافية لتمويل الحاجيات الأساسية للنزلاء، إن المتأمل لأفواج الأطفال الذين يتسكعون في الطرقات، بعد أن لفظتهم المؤسسات التعليمية ، أو أولئك الذين لم يلجوها قط لسبب من الأسباب الكثيرة ، وما يتعرض له المواطنون من اعتداءات على يد منحرفين وذوي السوابق ، يشعر بالخوف الشديد على مستقبل الأجيال الصاعدة ، فهؤلاء الأطفال المشردون هم رجال الغذ، وكيف يمكن الاطمئنان إلى غذ مشرق مع قنابل موقوثة ، لا تتقن سوى استنشاق السيلسيون والديليو والتعاطي للمخدرات والكحول الرخيصة، وعاؤها لا يحمل فكرا، ولا قيما، ولسانها لا يثقن سوى الكلام الفاحش، ويدها لا تتقن سوى السرقة والنهب واستخدام السلاح الأبيض في مواجهة الغير وكم يحز في النفس ان تجد تلاميذ مؤسسة تعليمية يكتبون على الجدار المقابل لمؤسستهم بالنبط الغليظ : " شعارنا الحقد والكراهية " فما بالك بغير المتعلمين، وما يمكن أن تكتبه هذه الشريحة المجتمعية لو أسعفها القلم للتعبير عن مشاعرها المدفونة , هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ألا يوجد داخل هذه الأحياء التي تضم تجمعات سكنية ، ومؤسسات تعليمية، ومحلات تجارية، ومساجد تمتلئ عن آخرها في شهر رمضان وأيام الجمعة، من يبادر بمحو آثار هذا الشعار الذي يتنافى وما نسعى إلى تحقيقه من قيم. ألا يوجد عضو من أعضاء جمعيات المجتمع المدني أو منتخب جماعي أو برلماني يأخذ على عاتقه محاربة السلوكات المرضية .... رجل أو امرأة تعليم، يخصص حصة للتوعية التلاميذ وتحسيسهم بما يترتب عن الحقد والكراهية من انعكاسات سلبية على المجتمع ، أم سنظل تلقي تبعات ما يجري على الآخر، وننسى أن المسؤولية مشتركة، وفقا للحديث النبوي الشريف: " كلكم راع ، وكل مسؤول عن رعيته " لن اقترح حلولا ولا وصفات علاجية ، ولن أنصح بإطاحة الصمعة وتعليق الحجام، أو تركيب معادلة رياضية ....لأنني أصلا أجد نفسي عاجزا عن تسطيرها والنفاذ إلى جوانبها النفسية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية و ربطها بفقه الواقع ، ومن يرى أن الخروج من الدوامة ممكنا، فليتفضل مشكورا يموافاتنا بالسبل التي تعيد لنا الإطمئنان على مجتمعنا وعلى مستقبل الوطن بقلم : محمد السعيد مازغ