... وإنني لأنا العاشق، ما أفنى ما أحيا إلا في رموش عينيك أريمتي! فأرومتي قد وشمت جيناتي بسمات العطاء الجميل، وأسماك روحي قد نزعت عن أسمال نفسي كل غطاء ذل وأحالت أطلال رسمي على الطريق دالها الدليل. ففي زمان الواوات والتطهر بالفضلات مما تبزل قنانيها القنوات وتوزع الأنخاب منها متاهاتٍ من الماورائيات فاتناتٌ من مُوَلَّدات الفضائيات، ما لك أيها العاشق! إلا أن تلوذ بدواخلك الباسقات، كي تجود لجوانبك المدلهمات تمتاح سلسبيلك من أنهارها الخالدات لتصوغه فركا وسبكا ما تشاء من فواكه الروح الخليل تنزاح كأشجارها الماردات ليضوع بك الوقت ويندى فتطلع بما تشاء من منائر الوجدان الأثيل. إن هذه آيت أورير تشهد سواقيها كيف جاء ماؤك الدفاق من مياه النقاء والنضارة يحمل ثياب الخلق بشارة يفتق السبل لاخضرار مياه العبارة في فم الطفل، أنامله، وهذي الطريق السيارة ويغني: « مال حراز الدامي ما يثيق بي ؟ هيهات! غير حاضي الاوقات في ثيابو مسلم وفعايلو رومية» تنهد العناقيد في دواليها، ولا تشكو سماءها سوى إلى السماء، لأن السوس ممن ساسها قد سرى حين أساء. فهذه الأعناب من فرط الخسة تتنهد وهذه الأعشاب زهوا بعزتها تتأود. حتى بذور القمح والزيتون تشهد مهما صالت السموم في الروافد القادمات من تنانير الحقارة فإن ما زرعته من نغمات عشق أصيل في الأتي الجليل ستتوالد منارات غزيرات ستتوافد زرافات منيرات تحكي سيرورة قولك في المسافات تنمي صيرورة فعلك في المدارات حين كنت تغني: «... والجاحدين ماهموني قوم النفاق أهل الغتبات ليس دركوا سطوات كل دعي يدخل لجواه غير بشوية...» ... وأنا العاشق الوله، ما في الرمق مني إلا الومق بك، أقاتلتي! يا قتيلة الوقت المقيت! وقافلة عن قرابين القلاقل إلى قرارات الروح الأمين! ما ترمق المقلتان مني إلا انبثاقك من سم الفتنة الكبرى...