تحولت حدائق مراكش إلى شبه معسكرات تعج بالمشردين ومتعاطي الكحول وقطاع الطرق ، وبذلك بدأت تفقد الغاية الحقيقية من وجودها، وتخرج عن نطاق الفضاءات المؤهلة للترويح عن النفس أو أخذ الأنفاس تحت طلال اشجارها,واستنشاق أريج أزهارها، والأنكى من ذلك أن أغلب الحدائق بمراكش توجد بمواقع يؤمها السائح وزوار المدينة، وغالبا ما تغيب عن هذه الطبقات واقع هذه الحدائق وما يجري داخلها من تسيب وفوضى، فيقعون ضحايا عصابات إجرامية، ومنحرفين ومشردين، ومن بين الحدائق التي أصبحت شبه مستعمرات من لدن متعاطي الكحول والمخدرات، الحديقة المقابلة للمحطة الطرقية، وحديقة عرصة مولاي عبد السلام، والحديقتين المجاورتين لها ، رغم أن واحدة منهما بها مطعم أسيوي تستهوي مأكولاته العديد من الجنسيات. وكذا الحديقة المحادية لحي السلام وقصر الباهية,وحدائق أكدال ويلاحظ أن الحملات الأمنية والزيارات المباغثة لهذه الحدائق من لدن عناصر الأمن الدراجيين، بدأت تفقد قوتها، ولم تعد تثير الخوف في نفوس مستوطني هذه الحدائق، حيث يتم اعتقالهم صباحا، فتجدهم وقد عادوا إلى مواقعهم بعد ساعات متعددة، وهم أكثر عزما على مواصلة استهلاكهم للكحول واعتراض سبيل المواطنين وأكد شهود عيان، أن أحد أحد المنحرفين اعترض سبيل مواطن كان يسير بجوار حديقة باب النقب، وأشهر في وجهه السلاح الأبيض، ثم سلبه هاتفه النقال ومبلغ 220 درهم، وظل الضحية يراقب المكان الذي وقع فيه الحادث إلى أن صادف المعتدي وهو يتناول الكحول داخل الحديقة، فأسرع واستنجد بعناصر الشرطة السياحية الذين تمكنوا من اعتقاله واقتياد الطرفين من اجل الاستماع لهما، إلا أن المنحرف عاد في نفس اليوم ليبدأ نشاطه بحرية مطلقة