معتوه يمتطي عربة كودشي خلسة من صاحبها ويتجول بها في احياء وأزقة مراكش ترك عربة الكودشي كعادته كلما هم بتناول وجبة غذائية بأحد المطاعم المنتشرة بحي بوطويل، أو رغب في قضاء مأرب لا يتطلب إنجازه زمنا كبيرا,إلا أن صبيحة يوم الأحد الماضي كانت مخالفة تماما لما اعتاد عليه، وكانت تحمل المفاجأة الكبرى، حيث لما عاد إلى الموقف وجد أن العربة والخيول قد اختفت عن العيون، ولم يعد لها أثر يذكر انطلق يسأل عنها المعارف ومن كان بالمحيط، ولكن أجوبتهم لم تكن بالشكل الذي يزيل اللبس أو يحيله على معرفة الفاعل والوجهة التي نقلت إليها الوسيلة التي يعتمد عليها في قوته وقوت عياله،مما زاد من حيرته ووجومه. انتشر الخبر بسرعة البرق بين " الكوادشية " وتحركت الأدمغة تحلل الرموز وتفك العقد، وتبحث عن الصيغ المتاحة من أجل استرجاع العربة المفقودة، من هذه الأدمغة من اقترح التجند للبحث في كل شبر من مدينة مراكش، والمساهمة في حملة تمشيطية تستهدف كل المواقع التي يمكن أن يعثر فيها على العربة، ومنها من رأى في أن عملية البحث هي من اختصاص رجال الأمن، واعترض عن فكرة التخلي عن الشغل والقيام بالبحث العشوائي ، وبقيت الاقتراحات تتفاعل والحيرة تزداد وتكبر بازدياد الساعات والدقائق. وأخيرا بلغهم أن عناصر من الشرطة السياحية توصلت إلى تحديد مكان العربة المفقودة ، حيث اعتقلت معتوها بالقرب من صومعة الكتبية كان على ظهر العربة، ليتبين في الأخير حسب الروايات المتداولة، أن المعتوه وجد العربة في الموقف فركبها، ثم هش على الحصانين المدربين على التجوال في الشوارع والأزقة وأحياء مدينة مراكش، وسار يتمتع بجولة مجانية لم تكن متاحة لولا ابتعاد السائق عن عربته وإخلاء الجو للمعتوه لكي يسرق لحظات ممتعة على ظهر عربة الكودشي التي أصبح سائقوها في مراكش يلهثون وراء السياح ولا يلتفتون إلى الموطنين، رغم انهم كانوا يشكلون الزبون الأساسي والمورد الرئيسي لأصحاب الكودشي قبل أن تغلق في وجههم مجموعو من المحطات و يحل مكانهم الأجانب وزوار المدينة الحمراء.