الملحون .. تراث في خدمة النهضة الفنية للمغرب " ذلك هو الشعار الذي اختارته جمعية هواة الملحون بمدينة مراكش لليوم الدراسي المزمع تنظيمه بمراكش يوم 9 يناير الجاري تشارك في هذا اللقاء الفني نخبة من الفعاليات الفنية والثقافية والمهتمين بهذا الفن الشعبي الذي يلقى تجاوبا كبيرا داخل الأوساط المراكشية على الخصوص، وحسب مصادر قريبة فإن اللقاء سيحضره حوالي 20 جمعية تمثل مختلف مناطق المغرب بالإضافة إلى أساتذة جامعيين وباحثين ومهتمين بفن الملحون، و يأتي هذا الملتقى الفني في إطار الاحتفال بمرور خمس وأربعين سنة على تأسيس جمعية هواة الملحون بالمدينة الحمراء ، كما ستتمحور أشغال هذا اليوم الدراسي حول مواضيع تهم (تشخيص واقع الملحون بالمغرب، وبلورة خطة متكاملة للنهوض به، باعتباره مكونا أصيلا من مكونات الثقافة المغربية، فضلا عن تنظيم ورشتين حول موضوع «جمعيات الملحون بالمغرب» و» الأبحاث والدراسات في مجال الملحون» . الملحون نوع موسيقي يتميز به المغرب عن باقي البلدان العربية، وهو شعر عامي قريب إلى العربية الفصحى لكن من غير احترامه لقواعد الاعراب فقط. وقد سمي بهذا الاسم لأنه يلحن في اللغة العربية، أي أنه لا يحترم كل قواعدها وضوابطها، كما قيل إن أصل تسميته يعود إلى كونه شعراً يصدر عن صاحبه ملحنا بحكم وجود ضوابط عروضية وميزانية تحتم على الشاعر أن يقول على منوالها كلاما ملحنا منذ الوهلة الأولى. وتجدر الإشارة إلى أن الملحون هو فن قول أساسا قبل أن يكون فن غناء، وحسب الباحث فنيش فالجانب الموسيقي فيه بحكم أن قصيدته تؤدى في أحسن الأحوال على ثلاث جمل موسيقية، ولذا فإن الذي يؤدي قصيدة الملحون لا يسمى مغنيا وإنما منشدا. بحور هذا الشعر الشعبي كثيرة من أبرزها المسمى المشرقي وهو الأقرب ببحوره إلى الشعر العربي الفصيح لأنه يبنى على صدر وعجز. في حين هناك بحور أخرى ذات جذور أندلسية قريبة في بنياتها إلى بنيات الموشحات، وأخرى تشابه في بنياتها بنيات المقامة النثرية المسجوعة، وهذا النوع ينقسم إلى قسمين، الأول يسمى مكسور الجناح والثاني يسمى السوسي الذي قد يكون اسمه الحقيقي هو السلوسي أي الكلام المتسلسل السلس الذي كما سبق شبيه بتسلسل كتابة المقامة العربية.