الجوييم مصطلح عبري عنصري سافر يطلقه اليهود على البشر من غير اليهود ويعني القطيع البشري وهو تمييز يبين الحقد والاحتقار والكبر والانتقاص والطاووسية اليهودية .. والجوييم ذاته منطق كهنة الحوثية بفارق بسيط هو معرفتهم به معناً والجهل بهِ اسماً حالهم في ذلك حالهم مع الثيوقراطية والدماء الزرقاء والدونمة و....و...و...إلخ . وفكرة الجوييم ( القطيع ) متجلية بوضوح في الممارسات الحوثية سواءً الفكرية أو الميدانية ، فالفكرية نلفاهم يرون أن السلطة والحكم لا يكونا إلا للأشرف الأفضل ومن له الخيرة وهذا لعمري منطق إبليس حين زعم أن السجود لا يكون إلا للأشرف الأفضل " أنا خيرٌ منه خلقتني من نارٍ وخلقته من طين " وهو ذاته ما رآه اليهود من أن لهم الخيرة دون العالمين . ذلك أمر ، الأمر الآخر أن إبليس عليه لعنة الله وغضبه كان صاحب علم ما سوّغ له إدعاء الشرف والكبر والتعالي والخيرة وهو شأن يلتقي فيه مع الكثير ومنهم متزعمي الحوثية ودعاتها ، وعن أصل إبليس في علمه ومن شايعه بعلم أو بدون علم فيكفي تأمل قوله تعالى على لسانه : " ربِّ بما أغويتني لأزينن لهم ولأغوينهم أجمعين " فهاهو عليه لعنة الله في قوله " ربِّ بما أغويتني " ينسب غوايته إلى الله جل وعلا وتعالى عن مثل هذا الهراء ما يجعل منه مضطراً ومجبراً على غوايته ونجد أصله من هذا وانتسابه إلى فرقة الجبرية أو الجهمية من الأشاعرة نسبةً إلى الجهم بن صفوان ومؤدى فكرهم وخلاصة عقيدتهم أن الإنسان ليس بيده أن يفعل الشيء أو يتركه بمحض إرادته بل هو مُسيّر ومُجبر ..!! هذا فحسب ؟ كلا .. فالأصل الآخر لإبليس هو الإباحية من المتصوفة وهي تنفي الاختيار والملكية ويشركون الجميع في الأموال والأزواج وهذا مبدأ كهنة الحوثيين وأذنابهم على صعيد الممارسات الميدانية وهو كذلك يوضح عقيدة الجوييمات وسياستها التي يمارسونها والتي تجعل من الناس مجرد قطعان هي أشبه ما تكون بقطعان الخراف والثيران والبهائم التي سُخرت لخدمتهم والذود عنهم والانتفاع بها وبما لديها وتملكه والتضحية بها ساعة اقتضى الأمر .. ليس ثمة منطق يستسيغه العقل أو المنطق لتفسير ممارساتهم أو مبادئهم ويبرر ما يقومون به غير ذلك ، ثم إذا كان شعار الحوثية هو الموت لأمريكا والموت لليهود فحريٌ بنا أن نتضامن معهم في مناهضة أولئك وحريٌ بنا أن نستمع لتلك النداءات والشعارات ولكن فليكن أول ما نبدأ به هو مناهضة فكرهم ومعتقداتهم الباطلة ومن يلتزمه فالمعركة هي معركة أفكار ومعتقدات في الأول والأخير ولا أنسى القناعات أيضاً ولذلك كان لزاماً علينا أن نبدأ بمناهضة من وافقهم فكراً وتصوراً ومنهم كهنة الحوثية فالناس عادةً لا ينبذون ما ينبذونه لوجوده وإنما لفكره وسلوكه . هايل علي المذابي أديب وصحافي