مراكش المدينة التي تفتح قلبها لكل زائر، المدينة التي أبهرت بجمالها الخلاب شعوب العالم، فأقبلوا عليها بحثا عن الدفء وكرم الضيافة والمتعة، تقف اليوم وهي تستقبل بترحاب وحسن الضيافة، فناني ونجوم العالم السينمائيين بقصر المؤتمرات في إطار مهرجان مراكش السينمائي الدولي الذي يحتفل بدورته التاسعة هذه السنة، من يتمعن في الديكور الخارجي للفندق المضيف، تخال أنه في مدينة نيويورك أو شيكاكو... و لا علاقة للتصميم الخارجي بالمدن العربية والإفريقية، علما أننا لا نبخس قيمة ما تتميز به المدن العالمية من مظاهر الثراء وجمال الهندسة,وسحر الطبيعة وجمالها الطبيعي الذي أبدعته الإرادة الإلهية. مظاهر البذخ وبصمات الديكور بلمسات فنية محترفة تمزج الوانا منتقاة بعناية فائقة، حيث تتماوج و الأضواء الكاشفة فتجسد لوحة رائعة، تبهر العيون، وترحل بصاحبها إلى عالم السينما والخيال،;ولم يقتصر المزج على الإضاءة والألوان بل امتد إلى المزج بين الفن المغربي الأصيل المتجسد في موسيقى أحيدوس برئاسة المايسترو موحى أو الحسين أشيبان، والفرقة الكورية الجنوبية مامول توري. الشيء الذي حدا بالأمير مولاي رشيد شقيق العاهل المغربي محمد السادس ورئيس المهرجان خلال كلمته إلى الإشارة لمهرجان مراكش بكونه "يكتنز مكتسبات الماضي وينظر بطموح كبير إلى المستقبل ", وأجمل ما في المهرجان الالتفاثة إلى فئة المكفوفين التي ظلت على مدى السنين خارج اهتمام المهرجانات سواء الوطنية منها أو الدولية، حيث تضمنت الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، برنامجا غنيا لفائدة المكفوفين وذلك على مستوى عرض أشرطة استعملت فيها تقنية "الوصف السمعي"، التي تسهل عملية متابعة لقطات من الفيلم، ووصف أحداثه بشكل دقيق. وتجدر الإشارة إلى إن الهدف من هذا المعرض هو تمكين الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر بفضل مختلف وسائل الاتصال ذات المعاني غير المباشرة أو التي تعتمد الإشارات، من إنجاز عمل المصور الفوتوغرافي، وأن يعيد المتفرج في ذهنه تصورا عن الصورة الفوتوغرافية يرتبط بوجهة نظره الخاصة: ويذكر أن هذا المشروع أطلقه جيروم بوكيون، وهو طالب في العلوم السياسية بجامعة باريسVIII شغوف بالتصوير الفوتوغرافي، وكان قد أنجز منذ سنة 2007 بمفرده سلسلة من الصور الفوتوغرافية في فضاءات فارغة وذلك من أجل إظهار أثر عنصر الزمن على المادة والألوان، واستمر بعد ذلك في التقاط صور خلال أسفاره المتعددة التي قام بها خصوصا إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين والبيرو. وهو الآن بصدد البحث في معنى الصورة غير الإدراكية من خلال تشجيع أشخاص يعانون من عمى كلي أو جزئي على إنجاز صور فوتوغرافية في إطار مشروع وجهة نظر: " اللمس بالعين والمشاهدة باليد". وبالنسبة لفعاليات الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للسينما بمراكش ، فإن لجنة التحكيم ستتولى مهمة اختيار و على مدى ثمانية أيام أحسن فيلم من بين خمسة عشر فيلما تنتمي إلى 15 جنسية من أوروبا وآسيا والأمريكيتين، الشمالية والجنوبية، من ضمنها فيلمين من العالم العربي وهما "هليوبوليس" للمخرج أحمد عبد الله من مصر و"الرجل الذي باع العالم" للمخرجين الأخوين عماد وسهيل النوري من المغرب، ستتبارى في المسابقة الرسمية أمام لجنة مكونة من 10 أعضاء يترأسها المخرج الإيراني عباس كيروستامي، مع أعضاء لجنة التحكيم (بينهم الممثلة الفرنسيّة فاني أردان، والسينمائي الفلسطيني إيليا سليمان، والكوريغراف المغربي لحسن زينون...) هذا ويعاب على مهرجان مراكش تكريمه للسينما الكورية من خلال 44 عملا سينمائيا ، في حين ظلت السينما العربية مغيبة ولم تحظ بنفس الاهتمام، حيث اقتصر المنظمون على عرض فيلمين عربيين فقط للمسابقة الرسمية.وعدم تسهيل مأمورية الصحفيين وإقصاؤهم في العديد من المحطات المهمة،