يوصي نبينا بالجار، إلا أن البعض وأمام مضاعفة مداخيله، يتجاهل الأضرار التي يسببها للجوار ، ويتمادى في اعتداءاته دون قيد ضمير أو نازع أخلاقي يحتكم إليه، بل وفي تعنث وعجرفة يستصغر احتجاجات المتضررين ويستهجن بمواقفهم التي يقرها القانون ولا يختلف اثنان في صحتها، وتتلخص المشكلة في الشكاية التي توصلت بها الجريدة من امرأة ضاقت ذرعا بما ينفثه فراناتشي مجاور من ادخنة وروائح بحكم قربه من منزلها الواقع بالوحدة الأولى بمراكش ، ولا يتوقف المشكل في الجخان المنبعث بل وأيضا يعمد إلى إدخال شاحنة من الحجم الكبير "الكاميو " إلى الزنقة التي كانت عبارة عن ممر إلى الشارع الأخر ، قبل أن يبني حائطا لاستغلها لحسابه، فيراكم داخلها أخشاب أشجار الغابة التي غالبا ما تختفي داخلها العقارب والأفاعي والفئران، وتضيف المشتكية السيدة (ا.ر) كما انه لدينا نافذة في الغرفة تطل على الدرب وبما أن الشاحنة تكون ممتلئة أكثر من الخيال يضطر المستخدمون إلى الصعود فوق الشاحنة مما يجعلنا نخلي الغرفة ونختفي من المكان لنسلم من مراقبتهم لنا، مع العلم أننا كتبنا شكاية وبعثناها إلى جميع الجهات المسؤولة رفقة جيراننا إلا أن لا جهة استجابت لاستغاتثنا أو تحركت من أجل فتح تحقيق في النازلة. والأدهى من هذا كله هو أننا أصبحنا مهددين من طرف صاحب الحمام الذي توعد أولادي بإغراقهم في السجن قائلا " غادي نحرق عليك فلوسي " ، وبدا تهديده يتراءى بعد توصلهم باستدعاءات، وبعد ذلك حضور رجال الأمن، حيث طالبني أحدهم بالرخصة التي تسمح لي بمنع صاحب الحمام من إدخال الشاحنة إلى الزقاق، واطلق لسانه بالشتم والتوعد بإدخالنا السجن وإلباس أبنائي بتهم يصعب الخروج منها بسلامة، وختمت السيدة شكايتها ب إن الجميع يشهد على حسن سيرتنا ، وتقدير نا لحق الجوار، إلا أن مأساتنا كبيرة مع رجل لا يهمه ما نلاقيه من أضرار، وما يسببه لنا من إزعاج، معتقدا أن بشرائه للدمم يمكن أن يجعلنا نقبل بالأمر الواقع، وأن يغلق أفواهنا كما أغلق الزقاق دون وجه حق،وأن مفاتيح السجن بين يديه، يمكن أن يوقع بمن يقف في وجه مصالحه، وانه مستعد لإحراق فلوسه من أجل استمرار الفرناتشي في نفث دخانه، والشاحنة في إغلاق الزقاق بالأخشاب وبقايا النجارة،