رغم الاعتقالات التي طالت عددا من المهاجرين السريين الأفارقة في الرباط، بعد تورطهم في ترويج المخدرات القوية، فإن حجم الظاهرة اتخذ أبعادا خطيرة تمثلت في تخصص مجموعة من المهاجرين في ترويج المشروبات الكحولية وبيع «الشيرا» بالتقسيط، في الإحياء الشعبية، خاصة في «حي التقدم». ترويج المخدرات، التي تيم اقتناؤها بالجملة من منطقة «عكراش» وسيلة جديدة لجأ إليها المهاجرون السريون، لضمان مورد مالي، بعد أن أصبح التسول طريقة غير مجدية، نتيجة تزايد أعدادهم في عدد من الشوارع، وهو ما خلق نوعا من الاحتقان داخل هذه الأحياء بين السكان المغاربة والمهاجرين، وهو ما تعكسه الشكايات المتتالية التي تتوصل بها الجهات المختصة، خاصة بعد أن تلقى البعض تهديدات بالاعتداء الجسدي من طرف هذه العناصر، في حالة إبلاغ الجهات الأمنية. وفي هذا الصدد، طالب سكان من مجموعتي «العرعار» و«الزهور» برفع الضرر عنهم والمتمثل في ترويج أفارقة للمخدرات والخمور، بشكل علني، دون أدنى احترام للجيران وأطفالهم ونسائهم. وأوضح أحد المتضررين، في تصريح ل«المساء»، أنه سبق للسكان أن وجهوا شكايات متعددة، لكنْ دون جدوى، وأن نشاط بيع الخمور والمخدرات من النوع القوي ما زال منتشرا في الحي، وعلى مرأى ومسمع من الناس، مبرزا أنه منذ تاريخ وضع الشكايات ما زال السكان يعانون سوء الجوار وحالة الفوضى وقلة الراحة وانحلالا خلقيا أمام أعين الجميع واستفزازا لشعور السكان ولعاداتهم وتقاليدهم. وأضاف أن بعض القاطنين من الأفارقة هددوا المشتكين بالاعتداء عليهم، وهو ما يشكل خطرا على سلامة المشتكين، خاصة أنهم يجهلون أسماء المكترين للمنزل قيد الشكاية، خصوصا أن عددهم يفوق 20 مواطنا إفريقيا. ووقع أزيد من 23 مواطنا عريضة احتجاجية أرفقوها بأرقام بطائق تعريفهم الوطنية، يدعون من خلالها إلى رفع الضرر الذي يسببه منزل في «حي التقدم» أصبح مرتعا للفساد وتعاطي المخدرات يقطنه مجموعة من الأفارقة الذين يتعاطون الفساد وبيع الكحول الذي يجلبونه من إحدى السفارات. واشتكى هؤلاء من أنه في فترات الأعياد، يتم بيع الخمور بشكل علني، دون احترام أو مراعاة شعور السكان الذين يقطنون في مجموعتي «العرعار» و«الزهور». وأكدت شكاية موجهة إلى وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية في الرباط، منذ سنة 2007، توصلت «المساء» بنسخة منها، أن المحل الذي وُجِّهت بشأنه تظلمات سابقة ما زال يأوي الأجانب من الأفارقة، ومنهم من يحملون الجنسية الغينية، يقومون ببيع الخمور والمخدرات ويحدثون ضوضاء وضجيجا، ما يلحق أضرارا بالجيران. يُذكَر أن المتصرف في المنزل موضوع الشكاية سبق أن أدين بستة أشهر ومرة ثانية بأربعة أشهر حبسا نافذا.