حذرنا في كثير من المحطات وعلى صفحات المسائية العربية من الاشغال التي تتم على مستوى مدينة مراكش، والتي رصدت من اجلها مبالغ مادية فخمة ، من ان تبقى بعيدا عن عيون المراقبة والمحاسبة، لأن لا معنى ان تشتغرق الاشغال زمنا، ثم تظهر العيوب بعد الانتهاء من الاشغال بأسبوع أو شهر أو حتى سنة. وقد سبق للمجلس الجماعي ان صرح بعزمه على تشكيل لجنة المتابعة والمراقبة، ولكن لحد كتابة هذا الخبر، لم نسمع عنها شيئا، مما يدفعنا للتذكير أولا ، ولدق ناقوس الخطر بعد ان وقعت نخلة صباح هذا اليوم بالحديقة المجاورة لساحة الحرية، وهي الحديقة التي تحولت بفضل بعض الفنانين التشكيليين إلى معرض للمنحوثات الفنية، وروعي في تصميمها العناية بالبيئة وغرس بعض الاغراس التي لا تتطلب سقيا مستمرا وضمنها النخيل، ويبدو ان بعض اشجار النخيل تم غرسه في عمق سطحي ولم تراع الامتار الواجب حفرها لضمان نموها ، الشيء الذي نجم عنه تساقط ذلك النخل على الارض كالمغشي عليه، مخلفا حفرة بسيطة لا يمكن أن تتحمل نخلة في علو كبير، ومن ألطاف الله، أن سقوط النخلة كان في وقت متأخر من الليل، حيث كانت الحديقة فارغة من الزوار الذين يأخذون صورا تذكارية لتلك التحف.كما أن سقوطها لم يكن بسبب رياح ولا أمطار، وإنما بسبب عمل غير متقن. فهل سيتحرك مجلس مراكش من اجل حماية مكتسبات مدينة الفنون المعاصرة، ام سيترك الحابل ليختلط بالنابل الى مهرجان عالمي آخر، يعاد الالتفات فيه من جديد لما تم اهماله وتجاهله.