يلاحظ الإنسان المغربي أن عملية الإصلاح (الترقيع) في بلادنا ليست عملا استراتيجيا محدد الأهداف، بل إن هذه العملية لا تتم إلا في مناسبتين اثنتين عند كل زيارة ملكية لأي منطقة من المناطق أو عند الاستعداد للانتخابات، فما أن تعلن عن أي زيارة ملكية حتى تجند كل الطاقات وتسخر كل الإمكانات، فينبت الزرع وقد جف الضرع وتثمر أشجار بعد يوم من غرسها وتعبد الطرقات بعد تسببت الحفر في قتل العديد من الأسر. وتزين الجدران، وتجمع أزبال كان يتقزز من رائحتها أي إنسان ويقام بجمع كل مخبول ومجنون في بنايات خارج العمران. وتصبغ الأرصفة فتعطي رونقا وجمالا، ويمر الموكب في سلام وأمان. ثم تعود دار لقمان لحالها بعد مرور مدة من الزمان. ييبس الزرع، ويجف جذع النخل، ويختلط الحابل بالنابل. اختلطت الأوراق في هذا الزمان ومع بدء الاستعداد للانتخابات يظهر جليا للعيان يقظة في المجالس البلدية والقروية.يقظة غريبة حقا يمكن إضافتها إلى عجائب الدنيا اليوم. ترصف الممرات وتخضر الحدائق بعد أن حولوها إلى بنايات وعمارات وأسواق. تنشط عملية التنظيف ويجتهد القوم فيها أيما اجتهاد.يعود الاعتبار والاهتمام إلى أحياء طواها النسيان زمنا طويلا وتذكرها السادة المستشارون. لبئس التذكر ولبئس المتذكرون!! أين كنتم يامعشر الكذابين؟ يتسابقون إلى قضاء مصالح مواطنيهم بعد غياب استمرلعدة سنوات. ياليت الانتخابات تكون كل سنة أو كل نصف سنة!! ولم لاتكون كل شهر!! وهكذا دواليك دواليك حتى أنك لتجد بعض الطرقات قد حفرت من أجل تعبيدها وترصيف جنباتها في الانتخابات الماضية ولم تقرر ميزانية إصلاحها إلا مع قرب الأخرى!! وترى الورشات وقد جمع لها عشرات المستخدمين وهم الذين لم يؤدوا لهم أجورهم على فترات. أقول لمن أراد أن يسمع النداء! إذا كنتم تقومون بهذه الأعمال خوفا من ترك مواقعكم فأنتم أغبياء لأنكم بهذا توسعون الهوة بينكم وبين مواطنيكم، فالمواطن يعي بأطماعكم ومراميكم ويعلم أهدافكم وهو الذي استأمنكم، وهو يعلم أن هذا ضحك على ذقونهم يامعشر المستشارين الكاذبين، الحق أقول لكم: لقد سئمنا كذبكم، وحفظنا ألاعيبكم. الحبيب إسماعيلي