تعتبر سمية بالهاشمي من المبدعات العصاميات في مجال التصميم وعالم التجميل وتزيين النساء، حيث استطاعت أن تحصل على شواهد تقديرية من عدة مؤسسات مهتمة بهذا المجال الذي أصبح يكتسي أهمية متزايدة. وقد كانت سمية منذ صغرها مولعة بهذا الفن، وهو ما جعل أمها، نعيمة البقالي، تشجعها على ولوجه واحترافه. واستطاعت أن تفرض اسمها بقوة. ومن ضمن الإبداعات الشخصية لسمية هناك الزينة «الجبلية» والزينة «الملكية»، وغيرها من أساليب التصميم، إضافة إلى تصميم الأزياء أيضا، منطلقة من قناعتها بأن أعمالها لا يجب أن تكون موجهة إلى منطقة جغرافية محددة، بل إلى كل مناطق المغرب وإلى البلدان العربية والأوروبية. وانطلاقا من هذه القناعة شقت سمية بالهاشمي طريقها نحو الشهرة والاحترافية بكثير من المثابرة والصبر، وأصبحت اليوم نموذجا للنجاح في مجال لم يعد يستغني عنه أحد. - كيف ولجت عالم الزينة؟ < عالم الزينة بالنسبة إلي فن رفيع، ومنذ أن كنت طفلة وأنا مولعة بوضع الماكياج والتزيين لصديقاتي، وبمرور السنوات كبر معي هذا الحماس. - وهل درست فيما بعد هذا المجال الذي يعجبك؟ < لم أدرس قط هذا الفن الذي أعشقه، إنه موهبة من عند الله، وأنا عصامية استطعت بمجهودي الفردي أن أتعلم وأبدع في هذا الميدان. وبعد إقامتي لثلاث سنوات بلبنان، الذي أسست به صالونا للحلاقة، نقلت التجربة إلى بلدي المغرب الذي أحبه، وأردت أن أستثمر فيه كل مالي وطاقاتي وإبداعاتي أيضا. - وكيف استطعت خلال هذه المدة فرض اسمك ووجودك في هذا المجال؟ < بالصبر والتعب والتضحية، ورغم أنني تكبدت خسارة مالية في بداية مشواري بالمغرب، لكن ما كان يهمني هو النجاح. - ما هي طبيعة الزينة التي تقدمينها؟ < دائما أفضل ابتكار أشياء مختلفة عن باقي مصممات الزينة والأزياء لكي أتواصل وأتميز أكثر، وعندما كنت في بيروت سبق لي أن عرضت زينة الورد التي أعجبت اللبنانيين كثيرا، ثم نقلتها إلى المغرب ولاقت إعجابا وإقبالا كبيرين. - هل أعمالك مقتصرة على المجتمع الطنجوي أم تمتد إلى سائر المغرب وخارجه؟ < أعمالي مقدمة للمجتمع المغربي بكامله، لقد استطعت إنجاز وإبداع الزينة الجبلية والفلامنكية الأندلسية والسوسية وغيرها، وهنا أود أن أشكر مديرة أعمالي حفيظة بن بوشتة، التي تقوم بكل ما في وسعها لإيصال مجهوداتي إلى أكبر قدر ممكن من المعجبين. - بماذا تتميز الزينة الجبلية؟ < إنها تمثل منطقة الشمال، لقد لمست أن زينة «الشدة»، تعجب كثيرا سكان طنجة ويعتبرونها ضرورية في أعراسهم، ففكرت في أن تكون الزينة الجبلية تكملها، وحفاظا على التقاليد، اخترت أن تكون هذه الزينة بالمنديل الجبلي المعروف بلونه الأحمر والأبيض مطرزا بالجوهر، والذي يعتبر سترة المرأة القروية وكذلك الشاشية التي زخرفتها بالأورغانزا. - هل تلقى هذه الزينة إقبالا لدى المغاربة عموما، أم في شمال المغرب فقط؟ < بالعكس، هناك أناس كثيرون من وسط وجنوب المغرب يطلبون مني هذه الزينة التي تعجبهم كثيرا ويطلبونها باستمرار. - وما هي طقوس هذه الزينة؟ < عندما تخرج العروس بالزي الجبلي تكون مصحوبة بالموسيقى الجبلية أو ما يطلقون عليها «الطقطوقة الجبلية»، ويكون زوجها أيضا مرتديا البلغة والجلباب الجبلي والرزة. - وكيف جاءتك فكرة الزينة الجبلية؟ < كانت تلقائية، ففي إحدى المرات دخلت علي بنت صغيرة ترتدي منديلا وشاشية، وقالت لي «خالتي أنا عروسة»، فجاءتني الفكرة للاشتغال على هذه الزينة. - هل خلقت لك شهرتك في هذا المجال منافسات أو غيرة داخل هذا الوسط؟ < في كل طريق توجد بأشواك، لكن يجب أن نعرف كيف تتخطاها، وكل مجال فيه الحلو والمر. - هل تعتزمين تقديم مفاجأة كبيرة خلال عرضك المقبل؟ وما هي طبيعة هذه المفاجأة؟ < مفاجأتي كبيرة وستكون على أعلى مستوى.. وهي عبارة عن لبسة تقليدية من ثوب أخضر، مرسومة بالسفيفة الخضراء والحمراء المعروفة ب«الأميرة»، وبما أن «ضرسها» كبير، سميناه «جبال الأطلس»، حتى يكون لها اسم وطابع مغربي، كما أن «اللبسة» تحمل الشعار والعلم المغربي، وقد ساعدتني كثيرا مصممة الأزياء السيدة فتحية القيوري، التي أكن لها احتراما خاصا. لقد جاءت هذه الزينة الملكية بعد تفكير دام ثلاث سنوات، والتقيت خلالها بمصممة الأزياء فتحية القيوري التي طرحت عليها الفكرة، فأبدت إعجابها بها وبدأنا بتصميمها سويا. - أصبحنا نرى مؤخرا أن بعض المغربيات يرتدين العبايات الخليجية، هل هناك إقبال أيضا على الزينة الخليجية؟ < بالفعل، فإذا كانت بعض المغربيات يفضلن ارتداء العباية فهذا لا يدل على أنهن يتقمصن شخصية الخليجيات، فالزينة الإماراتية مثلا، والتي أتقنها، لا تطلبها مني إلا القليلات، والعكس صحيح، حيث أن التكشيطة المغربية مطلوبة لدى المصريات وفي منطقة الخليج أيضا. إنه إعجاب متبادل بالأشياء الجميلة. - وبماذا تتميز الزينة المغربية؟ < هي متميزة بالإكسسوارات والماكياج، الذي يكون متناسقا ومغايرا لأي تكشيطة، أو الألبسة التي ترتديها المرأة المغربية. - لكن هناك انتقادات يبديها البعض كون المغربيات يضعن الماكياج بكثرة وبطريقة مبالغ فيها؟ < بالفعل، فهناك من تضع الماكياج بكثرة ولا تحترم خصوصيات الوجه ونوع اللباس. - هل تستطيعين بماكياجك ولمساتك أن تجعلي الفتاة العادية جميلة جدا؟ < (تضحك)، طبعا، وهذه من أهم مهامي التي أتقن القيام بها. - ما هي إضافاتك إلى الزينة واللباس المغربي؟ < الإبداع وعدم تقليد الآخرين، لأنني في كل سنة أستطيع إخراج شيء جديد للسوق لم يكن متوفرا من قبل. - بغض النظر عن الإعجاب بأعمالك، كيف تشعرين إذا تلقيت انتقادات؟ < لولا الملاحظات والانتقادات لم أكن لأصل إلى النجاح. أحب من يبدي ملاحظات وانتقادات وأفخر بذلك. إن ذلك طريقة أخرى للتشجيع والإعجاب، ولولاها فلن أعرف الطريق الجيد للجد والمثابرة والشهرة، وخير دليل على هذا زوجي العزيز فؤاد آيت شتوي المرافق لي في كل أعمالي.