أكدت مجموعة من النساء المستفيدات من برنامج محاربة الأمية بمؤسسة زهور الزرقاء بالرباط أنهن أصبحن قادرات على القراءة والكتابة وتمكن من اجتياز مرحلة الأمية . وذكرت إحدى النساء في ندوة احتفالية باليوم الوطني للمرأة نظمتها جمعية حماية الأسرة المغربية أخيرا ، أنه بإصرار منها ومساعدة المؤطرات بمؤسسة زهور الزرقاء استطاعت أن تغير واقعها بالانخراط في دروس محاربة الأمية، حيث تمكنت بعد مضي ست سنوات من التحصيل أن تتجاوز مرحلة الأمية لتصبح قادرة على القراءة والكتابة ، وهو ما مكنها من تحقيق مجموعة من الرغبات والأمنيات المتجلية في حفض القرآن والأدعية ، والاستفادة من العلم . وأشارت امرأة أخرى أن زوجها في بداية الأمر لم يكن يسمح لها بالذهاب إلى إحدى الأندية المكلفة بمحاربة الأمية ، واستطاعت إقناعه وجعله يعدل عن قراره، بعد أن تمكنت من التوفيق بين دراستها من أجل محاربة الأمية، و أشغالها المنزلية وتربية أبنائها . وابتهجت المرأة المذكورة كثيرا عندما نجحت في أول امتحان واقعي لها تأكدت من خلاله أنها لم تعد ضمن لائحة الأميين ، حيث كانت رفقة زوجها في الديار المقدسة وكان لزاما عليها أن تقرأ لافتات الإرشاد المتعلقة بمناسك الحج ، خصوصا وأن زوجها هو الآخر لا يعرف الكتابة ولا القراءة ، فاستطاعت بنجاح أن تفك رموز تلك الحروف وأن تتمم مناسك حجها رفقة زوجها دون أية مشاكل ، وهو ما جعل زوجها الذي كان يعارض تلقيها دروس محاربة الأمية يفتخر بها ويقرر هو الآخر الانخراط في إحدى أقسام محاربة الأمية . وعبرت امرأة في الستينات من عمرها عن سعادتها ، بعد انجازها لبحث أعدته رفقة زميلة لها في أقسام محاربة الأمية ، يتمحور حول موضوع "التشبيه في القرآن الكريم " وقالت " إن البحث في مثل هذه المواضيع جعلني أحتك بشكل أكبر باللغة العربية وبقواعدها ، و اضطررت إلى قراءة كتب ومراجع مهمة، وإلى الاستعانة بالانترنيت ، مما جعلني على احتكاك دائم باللغة العربية ". وشكرت الشاهدة المؤطرات العاملات بمؤسسة زهور الزرقاء التابعة لجمعية حماية الأسرة المغربية اللواتي يعملن بكل كد وجد من أجل إخراج النساء من ظلمات الأمية إلى نور المعرفة ، ودعت النساء اللواتي لم يقررن بعد التوجه نحو أقسام محاربة الأمية أن لا يترددن في القيام بذلك لأن بلادنا لم تعد في حاجة إلى امرأة أمية بقدر ما هي أحوج إلى امرأة متعلمة تنفع نفسها و أسرتها وبلدها . وفي كلمة أمام المستفيدات من دروس محاربة الأمية خلال الندوة الاحتفالية ، أكدت الأستاذة بهيجة مقصد ، رئيسة اللجنة الثقافية بجمعية حماية الأسرة المغربية ، أن الاحتفال باليوم الوطني للمرأة المغربية ، هو اعتراف بالمجهود الذي أضحت تقوم به االمرأة من أجل خدمة الوطن والعمل على تقدمه . وأفادت أن الاحتفال بهذا اليوم جاء بعدما عززت المرأة المغربية مكانتها في المجتمع، حيث أنها بالإضافة إلى دورها الطبيعي كزوجة وكأم ، استطاعت إلى حد كبير أن تبرز مكانتها في المجتمع إلى جانب الرجل . و أشارت الأستاذة مقصد إلى أن دور المرأة في المجتمع يجب أن يتعزز باستمرارها في النضال من أجل خدمة الوطن و المجتمع الذي هو في أمس الحاجة إلى امرأة واعية تواكب التقدم والتطور الذي يعرفه العالم . وفي ختام الندوة الاحتفالية ، قام الحاضرون في الندوة بجولة عبر أروقة معرض الأعمال اليدوية الذي أنجزته وأعدته مجموعة من النساء اللواتي تعلمن الحرف اليدوية بمؤسسة زهور الزرقاء . وتضمن المعرض ألبسة تقليدية جميلة ، وأعمالا يدوية للتزيين المنزلي . وتعتبر مؤسسة زهور الزرقاء بالرباط التابعة لجمعية حماية الأسرة المغربية من الجمعيات التي عملت منذ تأسيسها في الستينات ، على تأطير وتوجيه وتربية أجيال بكاملها ، حيث تهدف هذه المؤسسة الواقعة في حي شعبي بالرباط على خدمة الأسرة المغربية بكل مكوناتها ، من أصغر عنصر فيها إلى أكبرهم . ويستفيد من خدمات هذه المؤسسة على ما يزيد عن 1000 شخص يتكونون في مجالات متعددة ويستفيدون من خدمات متنوعة .