برشلونة ليست مجرد أكبر مدن إسبانيا وأكثرها قوة اقتصادية.. إنها أيضا مدينة سياحية بامتياز، وتقدم لزوارها خليطا عجائبيا من الاختيارات، بدءا بالسياحة التاريخية والثقافية، ومرورا بسياحة الترفيه والاستجمام، وانتهاء بالسياحة الرياضية التي تجعل من فريق البارصا إحدى المعالم السياحية الكبرى للمدينة. تُعرف برشلونة بأنها مدينة الفن والمعمار والرياضة والسياسة والتاريخ والطبيعة والهندسة والاقتصاد. وفي كل يوم، لا بد أن تحتضن هذه المدينة مؤتمرا دوليا أو محليا حول قضية من القضايا الكبرى في جميع المجالات، أو تنظم ندوات على قدر كبير من الأهمية، أو استعراضات ترفيهية هنا وهناك. أكثر ما يحب زوار برشلونة هو ساحاتها الفسيحة التي تغري الكثيرين بالاسترخاء على مقاعدها التي وضعت هنا وهناك بطريقة فنية تثير الإعجاب. لكن هذه المقاعد لا توجد في الساحات فقط، بل في كل مكان، بدءا بمحطات الحافلات والحدائق العامة، وانتهاء بأي مكان لا تتوقع أن تجد فيه كرسيا مثبتا على الأرض بطريقة فيها الكثير من الإبداع. سكان برشلونة يقولون إن هذه المدينة تحترم شيوخها وزوارها على السواء، وهذه الكراسي والمقاعد المنتشرة في أي مكان وضعت من أجل أن يستريح عليها المتعبون من السياح الذين لا يكلون من الطواف بين شوارع المدينة ومعالمها، وهي أيضا كراسي في خدمة كبار السن الذين يفاجئهم التعب في أي مكان، فيجدون الكراسي في أي مكان أيضا. ساحات كتالونيا معالم مثيرة، ومن أهمها ساحة كتالونيا، وساحة إسبانيا، وساحات أخرى كثيرة، وحولها توجد الكثير من المتاحف والمزارات الطبيعية ودور العرض السينمائي والمسارح والملاعب الرياضية والبنايات التاريخية والجامعات والمعاهد والحدائق والمؤسسات الرسمية. في برشلونة يستمتع السياح أيضا بروعة تلك الأبنية التاريخية التي تصيب بالذهول. ومن غير الطبيعي أن يزور سائح هذه المدينة من دون أن يقف مشدوها أمام بنايات المدينة التي تشبه تحفا تاريخية. يستمتع السياح كذلك بروعة الميناء القديم الذي أصبح مزارا سياحيا حقيقيا، وهناك أيضا أسواق الورود ومراكز لعب الأطفال والسيرك المتنقل والبحيرات الصناعية والكورنيش. في برشلونة متعة أخرى وهي أزقتها وشوارعها التي تشبه متاحف على الهواء الطلق. وفي منطقة «لارامبلا دي رابال»، توجد أزقة ضيقة تمنح عابرها إحساسا بالمتعة والاكتشاف. أغلب البنايات الموجودة في هذه المنطقة تعود إلى سنوات طويلة مضت، لكنها لا تزال تحتفظ بالكثير من القوة والجاذبية تؤهلها للصمود سنوات طويلة أخرى. لا يتعب زائر برشلونة من الاستمتاع بجولاته مشيا على الأقدام. وحتى عملية الصعود إلى الهضاب الطبيعية الرائعة حول المدينة تكون مريحة على الرغم من المسافة الطويلة، لأن الزائر يحس بأن المكان مختلف بالفعل، أو ربما هو أشبه ما يكون ببلاد العجائب. في الطريق نحو مرتفع «موندجويك»، يحس الزائر بأنه بالفعل في مكان ساحر يندر أن يوجد له شبيه في مدن أخرى. هذا المرتفع تحفه الأشجار من كل جانب، وبين الفينة والأخرى تظهر بنايات على قدر كبير من الإبداع. ووسط الأشجار تظهر نافورات جميلة، وفي قمة المرتفع يظهر قصر الزجاج المحاط بأعمدة كهربائية جميلة تحفه من كل جانب، وقربه ملعب «موندجويك» الجميل الذي يلعب فيه فريق إسبانيول برشلونة مباريات الليغا. النصيحة الجيدة التي يمكن أن يتلقاها أي زائر لبرشلونة هي «تجول مشيا»، لكن رغم ذلك فإن وسائل الركوب في هذه المدينة متعة إضافية. أشهر ما في برشلونة هي تلك الحافلات السياحية المكشوفة السقف، والتي تشبه مقاه متحركة تجوب بالسياح كل أطراف المدينة. إنها تشبه الحافلات البريطانية ذات الطابقين، بل إنها تشبهها في لونها الأحمر أيضا، وسعر الركوب فيها لا يتجاوز 15 أورو في أغلب الأحيان. هناك أيضا الحافلات العادية التي لا يتعدى سعر تذكرتها أورو واحدا، والتي تجوب بالسياح كل مناطق المدينة. ورغم أنها ليست حافلات سياحية، إلا أن الكثير من السياح يستغلونها من أجل التجوال بين أطراف المدينة بأرخص سعر. وفي المناطق الجليدية من برشلونة، توجد تلك الحافلات الصغيرة المعلقة التي تشبه بيوتا زجاجية، وهي واحدة من أكثر وسائل الركوب إمتاعا في المدينة.