فاس حنان الطيبي ستعرف فاس دفعة سياحية مهمة في إطار برنامج التنمية الجهوية للسياحة بالمدينة، الذي أعطيت انطلاقته قبل أكثر من سنة. وتتوفر مدينة فاس على إمكانيات ومؤهلات سياحية متميزة يمكنها أن تلعب دورا مهما في التطور السوسيواقتصادي للمنطقة. ويعتمد قطاع السياحة على المنتوج الثقافي الذي ينفرد بتراث تاريخي ومعماري ذي صيت عالمي، جعل من المدينة قطب جذب فريد من نوعه، إذ إن المدينة هي العاصمة الروحية للمغرب، حيث يتمركز القسط الأكبر من الأنشطة السياحية وتشتهر بفنونها التقليدية وتراثها المعماري الأصيل. وتتواجد بالمنطقة العديد من العيون والمحطات المعدنية، خاصة مولاي يعقوب وسيدي حرازم، مما يجعلها الوجهة المفضلة لمن يبحثون عن أماكن السياحة الاستشفائية. أما المنطقة الجبلية بفاس فتعتبر موقعا هاما نظرا لتوفرها على طبيعة متنوعة ومواقع إيكولوجية متعددة وعيون مائية غزيرة وبحيرات وغابات وشلالات، من شأن استثمارها المساهمة في توفير فرص الشغل واستقطاب العملة الصعبة، مما سيتطلب توفير بنيات سياحية بالجودة المطلوبة. ويحتاج النشاط السياحي إلى تحسين النقل وخلق مناطق سياحية وجعل فاس وجهة سياحية مستقلة بذاتها، أو ما يعرف ب«سياحة الإقامة» التي تعتمد على سياسة مشتركة لتنمية استثمار سياحي يغطي مجموع المنتوجات السياحية المتنوعة والمتكاملة التي تتوفر عليها المدينة العتيقة المتمثلة في التراث الثقافي والطبيعي، مع الحرص على تطوير الأنشطة الخاصة بصيانة التراث التاريخي ورد الاعتبار إلى المآثر التاريخية التي يمكنها أن تستقطب سياحا بأعداد مهمة. وللأسف، تعرف المدينة العتيقة بفاس نوعا من الإهمال المعماري، خاصة أن عملية الإنقاذ لم تنجز مشاريع بمستوى طموحات الساكنة التي أضحت تقطن في أحياء ومنازل آيلة للسقوط تشبه الأطلال أو «المدينة المتكئة على الأخشاب». وينصح المهتمون بإعادة الاعتبار إلى هذا الفضاء الذي يشكل وجهة سياحية لا يمكن الاستغناء عنها، وعدم جعله مجرد أداة للكسب، خاصة أن السياح اتخذوا منه وجهة للسكن وليس للسياحة. ويتواصل إلى سنة 2015، في إطار شراكة بين وزارتي السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والداخلية والمكتب الوطني المغربي للسياحة وولاية جهة فاس-بولمان ومجالس الجهة والعمالة والمدينة والمجلس الجهوي للسياحة وصندوق الإيداع والتدبير، ووكالة التخفيض من الكثافة وإنقاذ مدينة فاس ومجموعة «العمران»، العمل بالمخطط الذي رصد لإنجازه ملياران و4,968 مليون درهم، منها 7,945 مليون درهم دعما من القطاع العام، وملياران و7,22 مليون درهم عبارة عن استثمارات خاصة. ويهدف هذا المخطط إلى الرفع من الطاقة الاستيعابية للوحدات الفندقية وتقوية المسارات السياحية والنهوض بقطاع الصناعة التقليدية، ووضع استراتيجية لتشجيع الوجهة السياحية لفاس، وإحداث خطوط جديدة للنقل الجوي مع الأسواق السياحية العالمية. ورصدت اعتمادات مهمة بقيمة مالية تقدر ب682 مليون درهم، لتهيئة المنطقة السياحية لوادي فاس على مساحة 171 هكتارا، تنضاف إلى الميزانية المرصودة والمقدرة بمليارين و582 مليون درهم لبناء استثمارات سياحية من شأنها تنمية القطاع. وستساهم هذه المنطقة في تحقيق الأهداف المسطرة في إطار «رؤية فاس 2015، والرامية إلى بلوغ مليون و880 ألف مبيت في الفنادق المصنفة مع معدل للإقامة في حدود يومين ونصف، ونسبة ملء تقدر ب58 في المائة. وخصصت 10 ملايين درهم لتقوية المسارات السياحية بالمدينة العتيقة بهدف تأهيل وتقوية الجاذبية السياحية للأزقة، التي تشهد رواجا سياحيا هاما، وحماية التراث السياحي بالمدينة. ويهم المشروع تأهيل حي «أزليتن» بهدف حماية تراثه التاريخي وتقوية إشعاعه السياحي والتجاري وترميم واجهات الحي الحضرية المتدهورة ومداخله وتقوية شبكة الإنارة العمومية، وهو المشروع الذي تقدر تكلفته المالية ب34 مليون درهم. وعلى الرغم من توفر مدينة فاس على إمكانيات سياحية، تتمثل بالخصوص في التراث التاريخي والأركيولوجي والمعماري والطبيعي، فهي لا تشكل وجهة سياحية أساسية نظرا لضعف الترويج السياحي وعدم توفر خطوط جوية دولية مباشرة وضعف مدة الإقامة، حيث لا يتجاوز المعدل يومين لكل وصول. ولاتزال فاس تفتقر إلى مواقع كبرى للسياحة الثقافية ولا تحتوي سوى على نسبة ضعيفة من الأسرّة المصنفة والسياح الوافدين. ويتحدث الفاعلون في القطاع عن سياسة طموحة للتنمية والاستثمار السياحي لتغطية تراب الولاية، بتوفير إقامة متنوعة تجمع بين السياحة الثقافية والجبلية وترقيتها إلى مستوى الوجهة السياحية الكاملة، مع تنشيط الحركة الثقافية وحركة مطار فاس سايس، الذي يجب أن يتحول إلى أحد الأبواب الرئيسية التي يدخل عبرها السياح إلى المغرب، حتى لا تظل فاس جزءا فقط من مدار العواصم التاريخية. وتحتاج المدينة القديمة بفاس إلى صيانة وتثمين، مع تكثيف التعاون بين المتدخلين لأجل صيانة التراث الطبيعي، والعمل على إنعاش منطقة سياحية عالية الجودة، تجمع بين الأنشطة الموجهة إلى السياح وعناصر التنشيط الموجهة إلى السكان المحليين، كما هو الشأن بالنسبة إلى مشروع ملعب الخيل (جنان الكامل)، مع توفير منتوج سياحي خاص والعمل على تسويقه باستعمال كل الوسائل المتوفرة، ووضع برنامج للتظاهرات الثقافية والسياحية في المنطقة.