صدر مؤخرا للكاتب ورئيس الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي إبراهيم أخياط كتاب في طبعته الأولى بعنوان «الامازيغية هويتنا الوطنية» ويحاول الكتاب إعادة الاعتبار للأمازيغية كلغة وثقافة وحضارة وهوية. و حول الكتاب وما يحمله من مضامين صرح إبراهيم أخياط ل«المساء» أن الكتاب يعد مساهمة منه في التقريب والتعريف بالقضية الامازيغية لكافة مكونات المجتمع المغربي باعتبار القضية الامازيغية قضية كل المغاربة، وكذلك لفتح نقاش مع كافة الأطراف الأخرى التي ترى خلاف ما يراه المثقف الحامل للقضية الأمازيغية، كما يضم الكتاب عدة قضايا أساسية ومهمة لم تنل حظها من التعريف في مستويات مختلفة سواء على المستوى الإعلامي أو الندوات أو المجتمع المدني، كما يقول أخياط . يؤكد الكاتب على ضرورة رد الاعتبار للأمازيغية قبل الشروع في أي دفاع عن الهوية الوطنية، وحول هذا الموقف صرح إبراهيم اخياط أن الفضل يعود إلى الأمازيغية في طرح إشكالية الهوية في المغرب باعتبار أن هذا الطرح جزء لا يتجزأ من الطرح العالمي بعد انهيار عدد من الدكتاتوريات في العالم كالاتحاد السوفييتي التي عرفت بنظرتها الأحادية وسحقها لهوية شعوبها. وعن مسألة الهوية أوضح اخياط أن الهوية في شمال إفريقيا هوية واحدة وهي الهوية الامازيغية وفي ظلها يوجد تعدد ثقافي كبير ومنتج. وطالب أخياط بتخصيص حيز معقول للبرامج الناطقة باللغة الأمازيغية في خريطة الإعلام المرئي المغربي، وقال بأن تخصيص 30 % من البث الوطني لبرامج أمازيغية لم يتحقق منها سوى 10% في القناتين، إضافة إلى عدم وجود قناة ناطقة بالأمازيغية تتوجه إلى الجمهور المغربي المتلكم باللغة الأمازيغية، وطالب بعدالة إعلامية في هذا الباب. وعن أسباب عدم نجاح تدبير التعدد الثقافي في المشهد السياسي المغربي يرى أخياط أن ذلك يرتبط بعدة أسباب منها المرجعية السياسية والثقافية الرسمية والحزبية المعتمدة حتى الآن في تدبير التعدد الثقافي، وهي كلها مرجعيات حسب أخياط سلفية سياسية لا تترجم واقع المغرب الحضاري واللغوي والفكري، مقصية البعد الأساسي للهوية الوطنية، وهي اللغة الأمازيغية، مما أنتج تهميشا متزايدا على المستويات الثقافية والسياسية والاجتماعية. ونبه أخياط إلى السياسات الإقصائية المتبعة في هذا المجال على مستوى حقوق الإنسان نفسها ومواثيقها الدولية عندما يتعلق الأمر بالمسألة الأمازيغية. وأكد أخياط بأن سيادة الفطرة النفعية في التعامل مع التعدد الثقافي من خلال تطبيق مفهوم اللغة النافعة وغير النافعة يفتقد إلى النظرة الوطنية في مقاربة التعدد الثقافي. وعن الوضع الثقافي في المغرب يرى أخياط أن الوضعية التي يعيشها معظم مثقفينا اليوم تعد خطيرة للغاية وخطورتها تتجسم في كونها ليست واضحة للعموم ولا يستطيع غير الواعي للوضع الفكري في بلاده أن يلمس حقيقة الخطورة، فالثقافات الأجنبية بالمغرب، الشرقية منها والغربية، سلبت المثقف المغربي فكره وأوهمته أن ثقافته الجديدة قد تصبح أكثر وعيا وأكثر رقيا في المجتمع. كتاب أخياط فيه من السجال ما فيه، وفيه من التأكيد على مبدأ الاختلاف ما يشكل اختبارا لهذا الاختلاف نفسه، وتلك مزية كتاب يقدم نفسه في عنوان عريض لا يقبل اللبس«الأمازيغية: هويتنا الوطنية».